للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ولما حضرته الوفاة قال لإبنيه أبى الفضل وأبى العطاء: ليس عندى ما تختصمان عليه وإنما علىّ خمسمائة قرش فاسعيا فى قضائها. فتوفى وليس عنده شئ، فجلسا فى زاويتهم مدة مديدة؛ فإذا شخص أوصى بثلث ماله لسيدى إبراهيم فوجد ثلث ماله خمسمائة قرش فقضيا بها دينه.

وخلفه ابنه أبو الفضل محمد فى المشيخة فكان على قدم عظيم ذا تواضع عميم، وكان يحث عليه وتوفى سنة ثمان وألف.

وكان هو وأخوه أبو العطاء عبد الرزاق كأنهما روح واحدة فى جسمين يضرب بهما المثل فى الاتفاق. مات أبو العطاء سنة خمس وألف فى حياة أخيه وهو والد أبى الإسعاد وأبى المكارم وأبى الإشراق ومن كلامه:

إلهى لئن أوعدت بالنار من عصى … فوعدك بالإحسان ليس له خلف

وإن كنت ذا بطش شديد وقوة … فمن وصفك الافضال والمن واللطف

ركبنا خطايانا وسترك مسبل … وليس لأمر أنت ساتره كشف

إذا نحن لم نبسط إليك أكفنا … فمن ذا الذى نرجو ومن ذا الذى يعفو

وابنه أبو المكارم ويقال: أبو الاكرام عبد الفتاح. كان ذا حال وصلاح ورفق وتواضع وفلاح وأوراد وكرم وحلم، وخلف عمه أبا الفضل فى المشيخة بإشارته وقرأ على الأجهورى وغيره.

مات ليلة الجمعة سنة أربع وخمسين وألف بمصر القديمة ودفن بزاويتهم.

وأما الأستاذ أبو اللطف يحيى ابن الشيخ أمين الدين بن أبى العطاء فكان ذا تواضع ولين وعبادة وشفقة على الفقراء، وكانت رؤيته تذكر بالله. خلف عمه أبا الاكرام فى السجادة تفقه على الأجهورى وحج قبل توليته السجادة وجاور بمكة والمدينة سنين.

وكان قوّالا للحق أمّارا بالمعروف وانقادت له الدولة، وكان يخرج لزواره حاملا القهوة والفطور بيده مات سنة سبع وستين وألف.

وأما أبو الإسعاد يوسف بن أبى العطاء فقد أحرز قصب السبق فى ميدان السيادة وكانت ولادته سنة ثلاث أو أربع وتسعين وتسعمائة، وأخذ عن علماء العصر كالشيخ سالم السنهورى والشيخ سالم الشبشيرى، وأنفق عمره فى الطاعة بين علم وذكر وحج