وقدس وتصدق وقضى حوائج لا يخشى/فى الله لومة لائم مع تواضع وحسن سيرة وسريرة وجمال صورة لا يسمح الزمان بمثله.
وقرأ بمنزله: المواهب والجامع الصغير وبعض تفسير البيضاوى والشفاء ولازمه الشيخ على الأجهورى والشيخ أحمد المقرى والشيخ أحمد الدواخلى وغيرهم، وقرأ أيضا سيرة ابن سيد الناس بحاشيتها نور النبراس وبعض صحيح مسلم وابن أبى جمرة والهمزية بشرح ابن حجر وشعب الإيمان والحكم العطائية وتفسير الثعالبى وغير ذلك.
توفى سنة إحدى وخمسين وألف ودفن بزاويتهم، ومن أولاده الأستاذ أبو التخصيص عبد الوهاب بن أبى الإسعاد يوسف، ولد سنة ثلاثين وألف ومات سنة ثمان وتسعين وألف حج مع أبيه وتفقه على جماعة أجلاء، وروى بالإجازة عن عالم المدينة المنورة الشيخ عبد الرحمن الخيارى الشافعى، وقال الشعر الرائق وله ديوان عظيم ودانت له الدولة والعلماء واعتقدوه وهو على غاية من التواضع.
وكذا أخوه أبو الحسن على بن أبى الإسعاد يوسف كان مكبا على القرآن والعلم والذكر والعبادة والأوراد. ولد سنة أربعين وألف، وتوفى سنة تسع وثمانين وألف بالمدينة المنورة ودفن بالبقيع بقرب الإمام مالك. كان والده يخاطبه بالتعظيم فى صغره وكان يمزح ولا يقول إلا صدقا وحج مرارا وزار القدس وابن عمه أبو الفضل محمد ابن أبى الاكرام بن أبى العطا، ولد فى بضع وأربعين وألف ومات سنة أربع وثمانين ودفن بتربتهم ولم يعقب.
وكان رحمه الله تعالى أبيض وسيما ربعة جميلا جسيما وكان أطلس لا لحية له ذا جود وإنعام وتواضع، يأكل مع الفقراء على سفرة واحدة ويشرب من أى قلة تيسرت، وشقيقه أبو العطاء عبد الرزاق بن أبى الاكرام.
كان حسن الشمائل كثير الفضائل عالى الهمة متواضعا كثير العبادة، ولد فى بضع وأربعين وألف ومات سنة خمس وتسعين ودفن بتربتهم.
وأما أبو الإرشاد يوسف بن أبى التخصيص عبد الوهاب فكان من أهل الكشف والزهد فى الدنيا يده مبسوطة بالكرم جدا يؤثر الغير على نفسه تولى مشيخة السجادة والكنى بعد موت أبيه سنة ثمان وتسعين وألف، ومات سنة اثنتى عشرة ومائة وألف، وخلف أولادا ذكورا وإناثا لم يبق منهم إلا ذكران: الأستاذ عبد الفتاح أبو الإكرام