والأستاذ محمد أبو الإشراق، وبعد موته قام مقامه فى المشيخة والكنى أخوه الأستاذ أبو الخير عبد الخالق بن أبى التخصيص، واشتغل بالعلم والذكر وتفقه على الشيخ عبد الباقى الزرقانى المالكى والشيخ إبراهيم الفيومى وغيرهما، وله الموشحات الرقيقة والكرامات الرفيعة وقد انفرد بالكنى بيت أولاد السادات بمصر خاصة من سيدى محمد أبى الوفا إلى سيدى عبد الخالق، وهى صبغة الله لمن توضع عليه ولو كبيرا وربما كانت تحوله من حال إلى حال كما هو مشاهد.
قال أبو الإرشاد الشيخ على الأجهورى: هى بإلهام من الله يفتح به على صاحب السجادة منهم لينطق به للمتلبس بما فتح به عليه أو يتلبس به بعد.
وقال الشيخ إبراهيم الاقصراى الشاذلى: أول من أظهر الكنى سيدى على بن وفا قال سيدى محمد الزرقانى فى شرح المواهب: بلغنى أن سبب الكنى فى العرب أنه كان لهم ملك ولد له ولد توسم فيه النجابة فشغف به وأحب أن يفرده بموضع بعيد عن العمارة ليتخلق بأخلاق مؤدبيه ولا يعاشر من يضيع عليه بعض زمانه، فنقله إلى منزل فى البرية ورتب له من يؤدبه بالآداب العلمية والملكية، وأضاف له بعض أقرانه ليؤانسوه وجعل الملك كل سنة يمضى إليه ومعه أباء أقرانه فيسأل عنهم ابن الملك فيقال له: هذا أبو فلان وهذا أبو فلان فيعرفهم بإضافتهم إلى أبنائهم فظهرت الكنى فى العرب انتهى.
ثم تركها الأغلب من الناس وأحياها ساداتنا بنو الوفا فكانوا أحق بها وأهلها، وفيها تحفظ من البدعة المخالفة للشرع التى اصطلح عليها الناس من تلقيبهم بعلم الدين ونور الدين ونحو ذلك.