للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قال: قال شيخنا فى أنبائه: اجتمعت به مرة فى دعوة فأنكرت على أصحابه إيماءهم إلى جهته بالسجود فتلا هو وهو يدور فى وسط السماع: ﴿(فَأَيْنَما تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللهِ)(١)، فنادى من كان حاضرا من الطلبة: كفرت كفرت. فترك المجلس وخرج هو وأصحابه قال: وكان أبوه معجبا به وأذن له فى الكلام على الناس وهو دون العشرين اه.

وهذا غير مستقيم مع كونه فى الدرر أرخ موت والده سنة خمس وستين وسبعمائة، فالله أعلم. قال: ثم قال شيخنا: وله من التصانيف الباعث على الخلاص فى أحوال الخواص، والكوثر المترع من الأبحر الأربع. يعنى فى الفقه، وديوان شعر وموشحات وفصول مواعظ، وشعره ينعق بالاتحاد المفضى إلى الإلحاد وكذا نظم أبيه، وفى أواخر أمره نصب فى داره منبرا وصار يصلى الجمعة هو ومن يصاحبه مع أنه مالكى المذهب يرى أن الجمعة لا تصح فى البلد ولو كبر إلا فى المسجد العتيق من البلد. قال ومن شعره:

أنا مكسور وأنتم أهل جبر … فارحمونى فعسى يجبر كسرى

يا كرام الحى يا أهل العطايا … انظروا لى واسمعوا قصة فقرى

قال: وقال فى معجمه: أنه اشتغل بالآداب والعلوم وتجرد مدة وانقطع، ثم تكلم على الناس ورتب لأصحابه أذكارا بتلاحين مطبوعة استمال بها قلوب العوام ونظم ونثر، وكان أصحابه يتغالون فى محبته وتعظيمه ويفرطون فى ذلك، لقيته مرة أو مرتين وسمعت كلامه قال: وقال فى ترجمة أبيه: من درره أنه أنشأ قصائد على طريق ابن الفارض وغيره من الاتحادية/ونشأ ابنه على طريقته فاشتهر فى عصرنا كاشتهار أبيه ثم أخوه أحمد من بعده ثم ذريتهم ولأتباعهم فيهم غلوّ مفرط قال:

وقال المقريزى: أنه كان جميل الطريقة مهيبا معظما صاحب كلام بديع ونظم جيد وتعددت أتباعه وأصحابه ودانوا بحبه واعتقدوا رؤيته عبادة وتبعوه فى أقواله وأفعاله، وبالغوا فى ذلك مبالغة زائدة وسموا ميعاده المشهد، وبذلوا له رغائب أموالهم.

هذا مع تحجبه وتحجب أخيه التحجب الكثير إلا عند عمل الميعاد أو البروز لقبر أبيهما أو تنقلهما إلى الأماكن بحيث نالا من الحظ ما لم يرتق إليه من هو فى طريقتهم حتى مات. قال: يعنى بمنزله فى الروضة فى يوم الثلاثاء الثامن والعشرين من ذى الحجة


(١) سورة البقرة: ١١٥.