ويعلم مما ذكره فلاوبوس ويوسف، أنه على شمال الداخل فيها، جسر فى غاية المتانة والصلابة، وعلى يمينه جزيرة فاروس (رأس التين) ولذا كانت السفن التى تدخلها فى غاية الأمن، وسعتها ٣٠ أستادة، وهذا يطابق محيطها-الآن-وقدره قريب من ٥٠٠٠ متر.
وقد عثر محمود بيك، أثناء بحثه عن آثار إسكندرية القديمة، على بواق من الجسر المذكور تحت سطح الماء بقدر ٣ بل ٤ أمتار، وتلك البواقى متجهة من برج السلسلة إلى جهة مدخل المينا، ويمتد إلى مائتى متر تقريبا.
ويظهر أن الحفر الموجودة الآن فى مدخل المينا كانت من ضمن الجسر المذكور، فإن كان كذلك، كان طول الجسر-من ابتداء برج السلسلة-نحو ٩٠٠ متر فى الطول، و ٦٠٠ فى العرض.
ومن هنا يعلم أن المينا كانت مقفولة من جميع الجهات، ما عدا الفم الذى كانت السفن تدخل منه، الذى هو من جهة المنار، وعرضه ٦٠٠.
والظاهر أنه كان منقسما إلى قسمين: أحدهما صغير وهو الذى كان من جهة المنار وقدره ١٠٠ متر تقريبا، والآخر عرضه ٢٠٠، وكانا منفصلين بصخرة وهى الآن تحت الماء بقدر ٧ أمتار.
وفى كتاب (مانى) الفرنساوى: أن الفتحة الكبرى كانت بقرب المنار، وتنتهى بصخور بنى فوقها قلعة ومنارتان، والفتحة الثانية: كانت بعد هذه، وكان على نهايتها من جهة برج السلسلة منار ثالث انهدم، ولم يبق له أثر فى وقته، وكانت المراكب تمر بين الثانى والثالث من المنارات، ولكنه لصغره وكثرة صخوره، كان لا يستعمل إلا للمراكب الصغيرة، والآخر هو الذى كان يكثر استعماله. وكانت الفتحات المذكورة تقفل بسلاسل من الحديد.
وقد عثر محمود بيك-أيضا-على آثار المينا الصغيرة، التى غربىّ برج السلسلة ومتصلة به، وكانت معدة لمراكب الملوك، وعلى جزيرة داخل المينا بعيدة عن نصف الساحل بقدر