للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وقد ذكر المقريزى فى الكلام على كنائس مصر أن بمرصفى كنيسة فلعلها هذه.

والظاهر أن هذه القرية إحدى قرى كورة خط أتريب المائة والثمانين قرية، وهى إحدى كور مصر الأربع التى قال فيها بعض المؤرخين: أنه ليس على وجه الأرض أفضل منها، ولا تحت السماء لهن نظير، وهى كورة الفيوم وكورة أتريب وكورة سمنود وكورة صا الحجر. انتهى.

وفى ابن إياس أنه فى شهر صفر من سنة ست وعشرين وتسعمائة خرج ملك الأمراء من القاهرة فنزل بمرصفى، ويقال أنه أخذ معه أربعين بغلا محملة نبيذا أقريطشيا (أجريدى) وكان سكيرا لا يصحو من سكره ليلا ونهارا، وكانت إذا ذاك عرب السوالم رافعة لواء العصيان ونجوعهم عند منية حمل والجوسق والمحروقة، فتحيّل إياس كاشف الشرقية على مشايخهم وأرسل لهم أمانا فركنوا إليه وحضروا عنده، فلما تمكن منهم أرسل إلى ملك الأمراء وهو بمرصفى فأعلمه بذلك فسير إليهم القاضى بركات بن موسى بجماعة من المماليك الجراكسة، فحاربهم العرب وكانت وقعة مهولة انكسرت فيها العرب وصار القبض على مشايخهم، ونهب المماليك نجعهم وأخذوا ما فيه من إبل وسلاح وقماش وحلى ونحاس وعبيد حتى نساءهم وأولادهم، وهربت عرب السوالم إلى الأودية والجبال، وقتل الكاشف مشايخهم وسلخ جلودهم وعملها بوات وألبسها جوخا وشاشات وأركبها على خيل وشقوا بها القاهرة ثم علقوها على باب زويلة وباب النصر.

وكان قد بلغ ملك الأمراء أن نجما شيخ عرب العائذ له تواطؤ مع عرب السوالم فقبض عليه ورجع به إلى القاهرة بعد سبعة أيام من خروجه. وقال أيضا: أنه لم يكن فى نزول ملك الأمراء إلى الشرقية خير للناس، فقد رعى عسكره زرع البلاد بخيولهم ومواشيهم، وقدمت له مشايخ العرب نحو ألفى رأس