ووجد بها مصانع ممتلئة فخارا وخزفا، ولم تزل يظهر بها أمثال ذلك إلى الآن، حتى إنه لما وجه العزيز محمد على إلى البلاد من يعلمهم كيفية زرع القطن، ونزل بها المعنيون لذلك وأرادوا أن يبنوا فيما حولها من الفضاء مساكن ومخازن، ففى حفر الأساسات وجدوا جدارنا قديمة أبنيتها بالحجارة والآجر وحجارة الطوحين ومعاصر.
ولكثرة الحفر فيها لأخذ السباخ بنى أهلها منازل خارجها وتركوا منازلهم الأصلية يأخذون منها السباخ.
وبها مسجد قديم العمرى يزعم من يدعى المعرفة بإظهار الكنوز أن به كنزا فلم يلتفت أحد إلى ذلك، إلى أن انهدم وهجر فعزم بعض أكابر البلد على هدم باقية ليجدده طامعا فى وجود ما يقال فيه.
قال بعض أهل هذه البلدة: ففى أثناء الحفر انهار على الفعلة تراب فيه ما يصدق ذلك الزعم، فترك العمل وجعل على المحل حرسا حتى أحضر عمد البلاد المجاورة وكان قد استحصل على نحو عشرين قطعة من الذهب فأطلعهم عليها وأشهدهم أنه لم يجد غيرها. ثم أرسلها إلى خزينة المديرية. وبعد أيام أعاد الحفر فى موضع آخر من المسجد فيقال أنه وجد به جرارا مملوءة من النقود فاحتملها هو ومن معه. فقام عليهم بعض أهل البلد فلم يمكنوهم من شئ، فأخبروا الحكومة بذلك، فحصل التضييق عليهم وسجن منهم من سجن وفر من فر.
ولم يزالوا كذلك إلى أن مات المرحوم عباس باشا وتولى المرحوم سعيد باشا فعافاهم من ذلك وخلى سبيلهم، ولم يزالوا فى ثروة إلى الآن.
وقد وجد تحت عقود هذا المسجد وعمده عقود وعمد أخرى بإزائها مرتدمة بالتراب، يقال إنها كانت كنيسة ردمها المسلمون وبنوا فوقها هذا المسجد.