وكثيرا ما ضرب المسلمون معاملة تشبه معاملة الأجانب وعليها الخط العربى والرومى، وكذلك الأجانب يضربونها بالنقشين وذلك لعموم الاستعمال فى التجارات والأخذ والإعطاء فى جميع الأقطار». انتهى.
ويوافق ذلك ما قاله المناوى فى كتابه «تيسير الوقوف» فإنه قال: قال المقريزى: قد تقرر أن المصطفى ﷺ قال: «إن النقود فى الإسلام على ما كانت عليه»، فلما استخلف أبو بكر عمل فى ذلك بالسنة ولم يغير شيئا. وقال ابن الرفعة: قال أصحابنا: «وكان غالب ما يتعامل به من أنواع الدراهم فى عصره ﵊ والصدر الأول من بعده نوعين: منها الطبرى والبغلى».
وقال ابن عبد البر:«كانت الدراهم بأرض العراق والمشرق كلها كسروية عليها صورة كسرى، واسمه فيها مكتوب بالفارسية، وزن كل درهم منها مثقال».
قال المقريزى: «فلما استخلف الفاروق وفتح الله على يديه مصر والشأم والعراق، لم يتعرض لشئ من النقود بل أقرها على حالها. فلما كانت سنة ثمان عشرة من الهجرة، وهى السنة الثامنة من خلافته، وضع الجريب والدرهم، وضرب الدراهم على نقش الكسروية وشكلها بأعيانها، غير أنه زاد فى بعضها (الحمد لله) وفى بعضها (محمد رسول الله) وفى بعضها (لا إله إلا الله وحده) وعلى أخرى (عمر)، وجعل وزن كل عشرة دراهم ستة مثاقيل. فلما بويع عثمان ضرب فى خلافته دراهم ونقشها (الله أكبر).
فلما اجتمع الأمر لمعاوية وجمع لزياد البصرة والكوفة، قال: يا أمير المؤمنين، إن العبد الصالح عمر صغر الدرهم وكبّر القفيز، وصارت تؤخذ عليه أرزاق الجند ويرزق عليه الذرية طلبا للإحسان إلى الرعية، فلو جعلت أنت عيارا