معه أمين فتوى، ثم نزل من القلعة فى موكب عظيم من الأمراء الفخام، والعلماء الكرام، وصار الناس يهنئونه ويمدحونه بالقصائد، من ذلك قصيدة للشيخ محمد شهاب يشير فيها إلى هجو التميمى منها قوله:
قلت لما أن تم بدر التميمى … واعتراه نقص الخسوف الشديد
رجع الدر بالفتاوى إلى ما … كان فيه من المكان المشيد
فلنعم الرشيد يا ابن أمين … ولنعم الأمين يا ابن الرشيدى
وفى سنة أربع وستين جلس للتدريس، فقرأ من الدر المختار لغاية كتاب الطلاق، وتممّه فى بيته، وطالع الأشباه والنظائر فى بيته أيضا، واشتهر بين الناس بالأمانة والعفة والتؤدة، لا يفتى إلا بالأقوال المعتمدة، وفى أواخر سنة سبع وثمانين، تولى مشيخة الجامع الأزهر، بعد عزل المرحوم الشيخ مصطفى العروسى عنها، فخلع عليه الخديوى إسماعيل باشا خلعة المشيخة، وعقد له موكبا حافلا، وجمع بين الوظيفتين، وقام بهما، وقد سعى عند الخديو فى إجراء مرتبات للعلماء، فأجابه ورتب للكثير منهم، ما يقوم بمعاشهم من المرتبات الشهرية والسنوية، وذلك أنه رأى من الحضرة الخديوية مزيد الإقبال والاعتناء بالعلم وأهله، فحث أكابر أهل الأزهر على تقديم أعراض بطلب مرتبات أسلافهم التى كانت لهم، وانحلت فصدر الأمر الكريم، بأن جميع مرتبات العلماء، التى كانت مربوطة بالروزنامجه، وانحلت زمن المرحوم عباس باشا، تربط لأصل الأزهر ثانيا، لكن يصير توزيعها بمعرفة شيخ الجامع على العلماء المشتغلين بالعلم، ومن مات منهم وله أولاد ذكور مشتغلون بالعلم، يعطون مرتب أبيهم، وإلا وزّع بمعرفة الشيخ، فبلغ مجموع المرتبات التى صدر بها الأمر الكريم كل شهر اثنين وخمسين ألف غرش، وأربعمائة وأربعة وأربعين غرشا، وخمسة عشر نصفا فضة، وكل سنة سبعة وثمانين ألف غرش، وثمانمائة وأربعة وعشرين غرشا، وخمس عشر نصفا فضة، وصاروا يستوفون