من الروزنامجه الشهرية كل شهر، والسنوية كل سنة، من ابتداء صدور الأمر فكان هو السبب لذلك الخير العظيم، لأهل الأزهر وانجذاب قلوبهم إليه، والشكر له والثناء عليه، وكان الأزهر لا حرج على من يجلس فيه للتدريس، فربما جلس للتدريس من ليس أهلا بل كان ذلك كثيرا، فالتمس من الحضرة الخديوية، صدور الأمر بالامتحان لمن يريد التدريس، صونا للعلم عن الابتذال، فجعل الخديوى أمر ذلك إليه، فرتب قانونا نشره على أهل الأزهر، أنه لا يجلس للتدريس إلا بعد الامتحان، على يدى الشيخ، وأعضاء مجلسه فى أحد عشر فنا من علوم الشريعة وآلاتها، فبعد التمكن من هذه الفنون حضورا يقدم مريد ذلك عرضا للشيخ، يلتمس الامتحان ليؤذن له فى التدريس، فإن رأى الشيخ فيه أهلية لذلك بشهادة من تلقى عنهم هذه العلوم، ووضع أختامهم على عريضته، عقد له الشيخ مجلس الامتحان من ستة أعضاء من كبار علماء الأزهر، من كل أهل/مذهب اثنان، ما خلا مذهب الإمام أحمد بن حنبل لقلة أهله بالديار المصرية، فيقرّر الممتحن أمامهم من كل فن، وهم يسألونه، لكن بعد مطالعته مواضع يعينونها له، ويعطونه ميعادا لمطالعتها، لكل فن يوما، فإن أجاب فى جميعها، أذن له فى التدريس، وكتبت له منهم شهادة تعرض على الخديوى، فيكتب له فرمانا بالتشريف ويخلع عليه خلعة، وإن أجاب فى بعضها، أذن له فى التدريس فقط، وإن لم يجب منع من التصدر حتى يتأهل، انتهى.
وفى مديرية الغربية قرية تسمى ناهية، أيضا بها ضريح الشيخ محمد الحضرى، المترجم فى طبقات الشعرانى، بأنه كان يتكلم بالغرائب والعجائب، من دقاق العلوم والمعارف، مادام صاحيا، فإذا قوى عليه الحال، تكلم بألفاظ لا يطيق أحد سماعها، فى حق الأنبياء وغيرهم، وكان يقول: لا يكمل الرجل حتى يكون مقامه تحت العرش على الدوام، قال: وضريحه يلوح من البعد، من كذا كذا بلدا، وتوفّى سنة سبع وتسعين وثمانمائة، انتهى.