للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

المترجم فى عز طنطنته ونفوذ كلمته، وكان يتردّد هناك، وماتت البحراوية لا عن وارث، فوضع يده على دارها ومالها وجواريها ومتعلقاتها، وزوّج الجارية لابنه عبد الهادى، وكأنها سقطت بمالها ونوالها فى بئر عميق، ولما جرد الباشا عساكر إلى الحجاز، مع ابنه طوسون باشا، اختار أن يصحبه المترجم مع السيد أحمد الطهطاوى، وأنعم عليه بأكياس وترحيلة، فسافر معه ورجع. ولما توفى الشيخ الشرقاوى، تعين لمشيخة الجامع ثم انتقضت عليه، وقلدوها الشيخ الشنوانى، فلم يظهر إلا الانشراح وعدم التأسف، وحضر إليه الشيخ الشنوانى فخلع عيه فروة سمور، وزاد فى إكرامه، ثم تملك دارا بالكعكيين، وهى التى كانت سكن الشيخ الحفنى قبل سكناه بالبيت الذى بناحية الموسكى، ولما أخذها شرع فى تجديدها، وفتح بها عمارة واسعة، وكان بجانبها زاوية قديمة بها جملة قبور فهدمها، وأدخلها فى الدار، وأخرج عظام الموتى من القبور، ودفنهم بتربة المجاورين، وجعل مكان القبور مخابئ، وأسكن فى تلك الدار إحدى زوجاته، وأكثر من المبيت فيها، وفى ليلة الجمعة ثانى شهر صفر خرج من بيته، وذهب إلى بيت عثمان سلامة السنارى فتحدث معه حصة من الليل، ثم قام وذهب إلى داره ماشيا، وصحبه الشيخ خليل السنطى يحادثه؛ حتى دخل داره، وانصرف الشيخ خليل إلى داره أيضا، وبعد مضىّ نحو ساعة، وإذا بخادم الشيخ المهدى يناديه، فقام وذهب مع الخادم، حتى دخل على الشيخ، فوجده نائما فى المكان الذى نبشت منه القبور، فجس يده، فقالت له النساء: إنه ميت، وأخبرت زوجته أنه جامعها، ثم استلقى وفارق الدنيا، وحملوه فى تابوت إلى الدار الكبيرة بالموسكى ليلا، وجهز وصلى عليه بالأزهر، ودفن بجانب قبر الشيخ الحفنى، فسبحان الحىّ الذى لا يموت، انتهى. ومن أولاده: الشيخ محمد أمين، كان عالما حنفيا، تولى الفتوى بمصر زمنا، وابتنى فى الدار الذى اشتراها والده، ناحية الموسكى دارا جهة حارة المناصرة، مطلة على البستان الذى بها، ونافذة إليه، ولها باب من المناصرة ينفذ إلى الأزبكية، وقنطرة الأمير حسين، أنفق عليها جملة/