للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وفى عصرنا هذا قد فتح ذلك الخليج، واتصل: بالبحر الأحمر والرومى، لأسباب أوجبت فتحه، وقد تكلمنا عليه عند ذكر الخلجان، فى جزء مخصوص، وذكر الإدريسى فى وصفه الطريق من الفسطاط إلى مكة أن القلزم على هذا الطريق بعد عجرود والبئر المسمى بئر السويس، وأن البعد بين الفسطاط والقلزم تسعون ميلا، وقال المقريزى نقلا عن القضاعى أن من الفرما إلى القلزم يوما وليلة، وعند ذكر البحر الأحمر قال إنه يسمى بحر القلزم، نسبة إلى مدينة على شاطئه الغربى فى الجهة الشرقية من مصر، وقال إنها الآن متخربة، وأن البحر الأحمر بعد أن يصل إلى هذه المدينة ينعطف إلى الجنوب، وقال القلقشندى أن مدينة القلزم فى ساحل البحر الأحمر بقرب السويس، وقال ابن الوردى عند تكلمه على البحر الأحمر أن كورة القلزم واقعة بين مصر والشام، وكان بها مدينتان عظميتان، أخربتا بعد دخول العرب.

وكانت الأهالى تجلب الماء من عين سدير التى فى وسط الرمل، وماؤها مالح، ومن القلزم الواقعة فى نهاية بحر العجم إلى بحر الشام أربع محطات، ولم تكن القلزم مدينة كبيرة، ومن كتب عليها من مؤرخى العرب سماها القلعة، وهذا يوافق اسمها القديم الرومى، وقال المقريزى: الخليج الواصل من النيل إلى البحر الأحمر كان ينتهى إلى المحل المعروف بذنب التمساح بقرب القلزم، وجعل المسعودى هذا الموضع على بعد ميل من المدينة، وقال شمس الدين بن أبى السرور أن هذا الخليج ينتهى إلى قرب مدينة القلزم من المحل الذى به السويس، والقنطرة التى ذكرها المسعودى هى التى سماها المقريزى قنطرة القلزم، ولم يستدل على الزمن الذى ظهرت فيه مدينة السويس، ولم يتكلم عليها المقريزى.