الواقعة فى نهاية الخليج الغربى للبحر الأحمر، وفى الخرطة المورثة عن سيف الدولة بن حمدان لم يكن إلا مدينة واحدة بهذا الاسم، ومحلها فى الرسم يطابق محل التل الكائن بقرب السويس من جهة الشمال.
وقال المسعودى أن ملكا من الأقدمين شرع فى حفر خليج بين بحر القلزم وبحر الروم، ولم يتم له ذلك بسبب أن بحر القلزم وجد أعلى من بحر الروم، واختار هذا الملك أن مبدأ الخليج من جهة البحر الأحمر يكون من المحل المعروف بذنب التمساح، على بعد ميل من القلزم، وهناك قنطرة تمر عليها قوافل الحج ونحوه.
والخليج المبتدأ من هذا الموضع كان/ينتهى إلى قرية حماه، ثم حفر بعد ذلك خليج آخر يسمى الزبير والحصاة، يخرج من بحيرة تنيس ودمياط، فكان ماء بحر الروم والبركة يدخل فى هذا الخليج، الذى كانت نهايته الموضع المعروف بكعيكعان، ويتصل بالخليج الآخر عند قرية أحماة، وعلى هذا فكانت المراكب الآتية من بحر الروم تصعد إلى هذه القرية، والمراكب الآتية من بحر القلزم تتبع خليج ذنب التمساح، فتتقابل المراكب فى وسط الطريق، فيحصل هناك البيع والشراء بين التجار، وتنقل من بحر إلى آخر فى أيسر مدة.
وقد رغب الخليفة هارون الرشيد فى اتصال البحرين بخليج يخرج من النيل من نهاية الصعيد، ثم عدل عن ذلك لخوفه من ضياع ماء النيل، وقصد وصلهما بخليج ينتهى إلى الفرما فى خط تنيس، فحوله يحيى بن خالد عن ذلك، وقال: إنه إن حصل ذلك، تدخل مراكب الروم فى بحر الحجاز، وتصل إلى جدة والمدينة ومكة، وتضر بالحجاج.
وقبل ذلك كان عمرو بن العاص قد رغب فى وصل البحرين كذلك، فلم يرخص له سيدنا عمر بن الخطاب ﵁ فى ذلك، وقال: