المعروف باسم أبى خشيب، الموجود فى نهاية وادى السبعة آبار، ومما يؤكد ذلك ما ذكر فى الخطط المذكورة من أن البعد بين مدينة الطينة والسيرابيو ستون ألف خطوة، فلو تعين على الخرطة نقطة السيرابيو بناء على هذا البعد لوقعت فى المحل المعروف بالسيرابيوم الآن، وأن الخمسين ألف خطوة منها إلى القلزم تقع على التل الموجود فى النهاية الشمالية بالقرب من السويس.
وبعض علماء الفرنج زعموا أن مدينة هيروبوليس كانت فى نهاية الخليج الغربى للبحر الأحمر، وأنكر ذلك كترمير لما قاله بطليموس أن خليج تراجان يمر بهذه البلدة فى وسطها، وقد تحقق من استكشافات الفرنج عند دخولهم مصر أن هذا الخليج كان يصب فى البحر الأحمر عند نهايته، بقرب المحل الذى به الآن بندر السويس.
ولو كان الأمر كما زعموا، لوجد لهذه المدينة آثار، مع أنه لا يوجد إلا آثار قليزمة، وذكر الأقدمون أن خليج القلزم كان يمتد فى شمال مدينة السويس إلى برك متسعة منحطة عن مياه البحر المالح انحطاطا يختلف من عشرة أمتار إلى خمسة عشر، وإلى الآن يشاهد به طبقات من الملح سميكة، وفى بعض مواضعه تكون شبه قبة، سمكها عشران من المتر، وفى بعض آخر يرى الماء المالح على بعد أربعة أمتار من سطحه، والعرب تأخذ الملح من هذه الملاحة، وتبيعه فى مصر والشام، وجميع ذلك يدل على أن خليج القلزم كان يمتد إلى هذا الموضع، وبسبب قرب مدينة هيروبوليس منه سمى الخليج باسمها، وبقى له هذا الاسم مدة بعد تحوله إلى موضعه الذى هو به الآن.
وزعم بعضهم أنه كان يوجد مدينتان، كل منهما تسمى قليزمة أو قلزم، وأنكر كترمير ذلك بعد البحث، وقال إن أقدم جغرافيى العرب، كابن حوقل والمسعودى لم يذكروا إلا مدينة واحدة باسم القلزم، وهى