الدهن الخالص من اللثى بالترويق نحو عشر الجملة. وقال بعض أرباب الخبرة: أن الذى يحصل من دهنه نحو عشرون رطلا.
ورأيت جالينوس يقول: أن أجود دهن البلسان ما كان بأرض فلسطين، وأضعفه ما كان بمصر. ونحن لا نجد اليوم منه بفلسطين شيئا البتة.
وقال نيقولاوس فى كتاب النبات: ومن النبات ماله رائحة طيبة فى بعض أجزائه، ومنه ما رائحته الطيبة فى جميع أجزائه كالبلسان الذى يكون فى الشام بقرب بحر الزفت. والبئر التى يسقى منها تسمى بئر البلسم.
وقال ابن سمجون: إنما يوجد فى زماننا هذا بمصر فقط، يستخرج دهنه عند طلوع كلب الجبار وهو الشعرى، وذلك فى شباط./ومقدار ما يخرج ما بين خمسين رطلا إلى ستين. ويباع فى مكانه بضعفه فضة. وكأن هذه الحال قد كانت فى زمن ابن سمجون.
وحكى عن الرازى أن بدله دهن الفجل، وهذا بعيد. والبلسان الدهنى لا يثمر وإنما يؤخذ منه فسوخ فتغرس فى شباط فتعلق وتنمو، وإنما الثمر للذكر البرى ولا دهن له. ويكون بنجد وتهامه وبرارى العرب وسواحل اليمن وبأرض فارس ويسمى البشام ويربى قشره قبل استخراج دهنه فيكون نافعا من جميع السموم.
ونقل دساسى عن فرسكال وغيره: أن الاسم العربى لشجرة البشام هو أبو شام أو أبو الشم يعنى ذا الرائحة. قال: وأظن أن هذا الاسم محرف عن بشام لأنه ورد هكذا عن عبد اللطيف، وابن البيطار، والجوهرى وغيرهم.
وأورد عن ابن البيطار نقلا عن أبى العباس النباتى الأندلسى ما ترجمته:
قد شاهدت شجرة البشام قريبا من قديد وهى كثيرة فى جبال مكة وسوقها، وأوراقها تشبه سوق وأوراق البلسم، وإنما ورق البشام مدور عن ورق البلسم، وشجرة البشام أكبر من شجرة البلسم، وزهرة رقيق ولونه بين الصفرة والبياض، وثمره عناقيد تشبه ثمر المحلب. والعرب تأكله، ومتى نزع من ورقه ورقة أو