للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الوزير سنة سبع ومائة وألف ورتّب لها اثنى عشر طالبا من الأربعة المذاهب واثنين من الطلبة يقرآن فى صحيح البخارى من أوّل شهر رجب إلى آخر شهر رمضان ورتّب لهم الجوامك لكل شيخ اثنى عشر عثمانيا فى بلك الكشيدة ولكل طالب ستة عثامنة، ومن القمح كل سنة مائة وعشرين أردبا توزع عليهم كالجامكية، ورتب أيضا عشرة يقرءون القرآن صبيحة كل/يوم ولكل شخص منهم خمسة عثامنة فى بلك الجوالى ولرئيسهم عشرة عثامنة كل يوم ومن القمح خمسين أردبا كل سنة، ولما أتم بناءها صنّف لها سيدى يوسف الشهير بابن الوكيل تاريخا وهو هذا.

ومدرسة أضحت بحسرة بنائها … تتيه على كل المدارس فى العصر

فما للنظاميات حسن نظامها … بناء ولا للصالحيات فى مصر

بناها الوزير الأريحى أبو الندى … مبيد العدا اسماعيل بالبيض والسمر

يقال سعيد قلت فيها مؤرخا … لك السعد عبد والهنافزت بالأجر

وكانت تولية الوزير إسماعيل باشا على مصر عقب قدومه من الشام سنة سبع ومائة وألف فرأى فيها الغلاء فأطلق النّداء بجمع الشّحاذين وأمر بتفريقهم على الأكابر وأبقى له ولأعيان دولته ألف نفس ورتب لهم ما يكفيهم، ثم حصل فناء فأمر أمين بيت ماله أن يكفّن كل فقير أو غريب. وكان يوما جالسا بقصر قراميدان فمّروا عليه بعروس إلى الحمام وكانت فقيرة فأرسل لها عشرة دنانير ذهب، وصارت هذه عادة له إذا مرّت عليه عروس أرسل لها من الذهب بقدر نصيبها.

ولما ختن ابنه إبراهيم بيك أطلق مناديا: من كان عنده ولد فليأت به، فبلغ عدّة الأولاد الذين ختنهم مع ولده ألفين وثلثمائة وستة وثلاثين غلاما وأمر لكل غلام بكسوة من بفتة وشاش وشربوش وحزام وبابوج وقميص وشريفى، وحلف أن لا يقبل فى هذا الفرح هدية من أحد واشترى بمصر بيوتا أوقفها هى وبعض البلاد على ذريته، ورتب لخدمة وقفه مرتبات وعمل سحابة نحو خمسين جملا تسافر إلى الحج لسقى الماء للمساكين وله محاسن كثيرة،