للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

يصح، فإن قصر قارون صغير، طوله ست عشر توازه، فأين هو من سراية كانت تجتمع فيها رجال الست عشرة مديرية فى زمن الرومانيين، وبعضهم جعلها فى الخراب القريب من سنهور، وهذا يقرب من الحق، فإن هذا الخراب على بعد أربعين إستاده من النهاية البحرية للخليج، ومائة إستاده (غلوه) من مدينة الفيوم، وبالجملة فالحق إنها كانت فى أرض الليبيا، حيث يتصل الفرع الخارج من النيل بالبحيرة، وإنها كانت بأعلى مدينة التماسيح التى سميت فيما بعد أرسنويه، وهى مدينة الفيوم. أه. وقد بسطنا الكلام على بحيرة مريس فى جزء الخلجان من هذا الكتاب فليراجع.

ونقل المقريزى عن ابن عبد الحكم إنه لما تم الفتح للمسلمين، بعث عمرو بن العاص جرائد الخيل إلى القرى التى حولها، فأقامت الفيوم سنة لا يعلم المسلمون بمكانها حتى أتاهم رجل، فذكرها لهم، فأرسل عمرو معه ربيعة بن حبيش بن عرفطة الصدفى، فلما سلكوا فى المجابة لم يرو شيئا، فهموا بالانصراف، فقالوا: لا تعجلوا، فإن كان قد كذب فما أقدركم على/ما أردتم، فلم يسيروا إلا قليلا، حتى طلع لهم سواد الفيوم، فهجموا عليها، فلم يكن عندهم قتال، وألقوا بأيديهم، قال ويقال: بل خرج مالك بن ناعمة الصدفى وهو صاحب الأشقر على فرسه، ينفض المجابة ولا علم له بما خلفها من الفيوم، فلما رأى سوادها رجع إلى عمرو وأخبره بذلك، قال: ويقال بل بعث عمرو بن العاص قيس بن الحرث إلى الصعيد، فسار حتى أتى القيس فنزل بها، وبه سميت القيس، فراث على عمرو خبره، فقال ربيعة بن حبيش: كفيت، فركب فرسه فجاز عليه البحر وكانت أنثى، فأتاه بالخبر، ويقال إنه جاز النهر حتى انتهى إلى الفيوم، وكان يقال لفرسه الأعمى. انتهى.