وعند هذا الدير أيضا قصران كبيران عاليان مبنيان بالحجارة لبياضهما إشراق، وفيه عين ماء تجرى وفى خارجه عين أخرى، وبهذا الوادى عدة معابد قديمة.
وثم واد يقال له: الإميلح، فيه عين ماء تجرى، ونخيل مثمرة تأخذ العرب ثمرها، وخارج هذا الدير ملاحة يبيع رهبان الدير ملحها، فتعم تلك الجهات، وذكر أبو صلاح أن على شاطئ المنهى فى المحل المعروف بأقلة الزيتون دير ديودور الذى أصله من الفيوم، واستشهد بالصعيد، وسمى هذا الدير والكنيسة التى هناك باسمه ودفن بها.
وفى الفيوم كنائس كثيرة، منها بالمدينة كنيسة ميكائيل، وهى عظيمة السعة، محمولة على أعمدة عديمة المثال، ومحلها قريب من الباب المسمى بباب السور. وكنيسة أخرى لمريم البتول خارجة عنها، وأخرى لمرقورا الشهيد جددها أبو زكريا، وأخرى للملكية بحارة الأرمن، وكنيسة مرقورا والملك جبريل وكنيسة المسيح ودير باسم الحواريين، وفى قسم قانو وقسم نكليفة كنيسة بوجرج، وكنيسة البتول وكنيسة ميكائيل الملك، ودير الصليب موجود فى قسم قانو، ولا يصلى فيه إلا مرة فى السنة وذلك فى يوم عيد الصليب، وكنيسة بوجرج قريبة من هذا الدير، وفى قسم سبلة دير باسم: العذراء البتول، وبالقرب منه قصر جديد على الطريق لم يتم، ودير الإخوة وبه كنيسة باسم الشهيد بومينة، وكنائس أخرى، وبقرب حجر اللاهون دير باسم إسحق، وكنيسة باسم مريم البتول عظيمة الاتساع مشابهة لدير قلمون، وبقربها كنيسة أخرى باسم إسحق، والدير موضوع على الجبل بحرى اللاهون فى جنوب الفيوم، بموضع يعرف باسم بير نيوده، يحيط به ثلاثة أسوار من الحجر، وإليه يذهب كثير من الناس.