للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ما دعت الحاجة إلى وضعه فى زيادته ونقصه وأوجبته الهندسة عندهم؛ لأنهما كلما إرتفعا فى البناء ضاقا حتى يصير أعلاهما من كل واحد منهما مثل مبرك جمل. انتهى.

وقد ذكر بعض من دخل الهرم زمن المأمون أن حجارة البيت الذى فى أعلاه جافية، طول الحجر منها من عشرة أذرع إلى عشرين ذراعا، وسمكه من ذراعين إلى ثلاثة أذرع وعرضه نحو ذلك؛ والعجب كل العجب من وضع الحجر على الحجر بهندام ليس فى الإمكان أصح منه، بحيث لا تجد بينهما مدخل إبرة ولا خلل شعرة، وبينهما طين لونه الزرقة، لا يدرى ما هو ولا صفته. انتهى.

وقال أيضا: إن يرد أبى هرميس مبنى بحجارة وطين مجلوب من الفيوم.

وهذا معروف إذا نظر إلى طينه لم يعرف له معدن إلا بالفيوم، وليس بمنف ووسيم له شبه من الطين.

وفى «حسن المحاضرة» للسيوطى قال الزمخشرى: الهرمان بالجيزة على فرسخين من الفسطاط كل واحد أربعمائة ذراع عرضا، والأساس زائد على جريب مبنى بالحجارة المرمر، وهى منقولة من مسافة أربعين فرسخا من موضع يعرف بذات الحمام فوق الإسكندرية. إلى أن قال: وقالوا لا يعرف من بناهما.

انتهى.

وقال هيرودوط: يظهر فى كيفية بناء الهرم الكبير، أنهم جعلوا الأوجه فى شكل مدرج كالسلالم، وبعد تمامه على هذه الصفة شرعوا فى كسوته.

فاستعملوا آلات صغيرة من الخشب لرفع الحجارة التى كسوه بها، فبعض الآلات يرفع الحجارة إلى الدرجة الأولى فتأخذها آلة أخرى وترفعها إلى الدرجة الثانية، وتأخذها الثانية وترفعها إلى الثالثة وهكذا.

قال: ولم أدر أكانت الآلات فى كل درجة واحدة أم متعددة، وإنما أقول على حسب ما قيل لى، فابتدئ بكسوته من الأعلى حتى انتهى إلى