الأسفل، وقد كتبوا عليه كمية ما كانت تأكله الشغالة من البصل والكراث والثوم خاصة، وأحصوا/قيمته.
قال: وأتذكر ما قرأه لى الترجمان من هذه النقوش، وهو أن مصرف ما استهلك على الشغالة من هذه الأفرع خاصة ألف وستمائة طالان من الفضة (عبارة عن ثمانية ملايين وستمائة وأربعين ألف فرنك). فبفرض أن باقى لوازم المؤنة ولوازم البناء بهذه المناسبة، فما مقدار ما صرف فى ذلك! وهذا خلاف مدة الحفر والنحت ونقل الأحجار. ويلزم أن يكون زمن ذلك طويلا.
وقال بمثل ذلك ديودور الصقلى أيضا.
وقال: إن هذه الأهرام - أي الثلاثة - مبنية من حجر صلب صعب النحت والتسوية؛ فلذا كان طويل البقاء. فقد مضى عليه الآن على ما يقال ألف سنة، وبعضهم يقول ثلاثة آلاف وأربعمائة سنة، ومع ذلك فلم يحصل فى شئ منه أدنى خلل، وهى مجلوبة من داخل جهات العرب.
قال استرابون - وقد ساح فى مصر بعد المسيح بثمانى عشرة سنة: وبما أن المصريين فى وقت بناء الهرم الكبير كانوا لا يعرفون سقائل الأخشاب، يقال إنهم استعملوا فى بنائه التراب يتوصلون به إلى بناء ما ارتفع عن الأرض.
ومما يستغرب فى أمره إنه لا يرى هناك فى وسط الرمل أثر للحفر ولا للنحت ولا للتراب الذى استعمل فيه، بل يتراءى للناظر أن الهرم كأنه برز من الأرض بهذه الصفة، ورفع بأيدى المقدسين فى وسط الأرض بلا عناء ولا حفر ولا نحت. وبعض المصريين يقول إن التراب الذى استعمل فى بنائه تراب مستملح مركب من ملح وتراب، فلما ارتفع النيل ذوّب هذه الأتربة وأزالها من غير حاجة إلى الشغالة، ولا حاجة إلى ذلك؛ فإنه لا يبعد أن يقال إن الأيدى التى استعملت فى جلب التراب استعملت أيضا فى رفعه وتسوية الأرض، وهل يستبعد ذلك على ثلاثمائة وستين ألفا كانوا يشتغلون فيه، مع أن الإزالة أسهل من الجلب.