للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

ونقل كترمير عن كتاب «السلوك» أنه لما كان يوم الخميس ثالث عشر شهر ذى الحجة، سنة سبعمائة وستين هجرية-حصل عند صلاة الصبح زلزلة عظيمة، انزعجت لها الناس وذهلت لها المراضع وأسقط كثير من الحوامل، ووقع الراكب من على مركوبه وانحنى الماشى وكثر العويل والصياح، وظنوا أن القيامة قد قامت، وانهدمت من مصر والقاهرة بيوت كثيرة ومنارات ومدارس غير ما تشقق، واستمرت الزلزلة خمس درجات، ومات كثير من الناس تحت الهدم، وخرج أكثر أهل مصر من بيوتهم وخيموا بين بولاق وجزيرة الروضة، وجاءت ريح عاصف من ريح السموم واستمرت جملة أيام، وكان ذلك فى فصل الصيف، وخرج ماء النيل عن مجراه حتى رمى المراكب فى البر قدر رمى القوس، وبعد رجوعه بقيت المراكب على البر، وسطا اللصوص على بيوت من خرجوا من بيوتهم فسرقوها، وتلف للناس شئ كثير، ووردت الأخبار من الغربية بأن مدينة سخا تهدمت عن آخرها، وحصل مثل ذلك لقرى كثيرة من الشرقية، وأنه انهدم من منار إسكندرية جزء كبير، وأن ماء البحر ركب الأرض حتى وصل باب البحر ورمى كثيرا من مراكب الإفرنج على البر، وانهدمت قطعة كبيرة من السور.

وفى الجهات التى فى قبلى مصر هبت ريح سوداء مظلمة لا يبصر الرجل فيها أخاه، واستمرت نحو ساعة، وانشقت الأرض فى مواضع وظهر فى بعض شقوقها رمال ما بين بيضاء وحمراء، وانكشفت مبان كثيرة كانت مغطاة بالرمل من زمن مديد، وهدمت منازل مدينة قوص، ويقال إن رجلا بها كان يحلب بقرة وقت الزلزلة فارتفع هو والبقرة والمحلب على الأرض ورجعوا ولم ينكب اللبن، وأن منازل دمنهور الوحش قد انهدمت أيضا.

ووردت أخبار أيضا أنه وقع من حصن مدينة صفد جزء عظيم، وأن البحر بعد عن مدينة عكا بقدر فرسخين حتى ظهر فى قاعه بضائع كثيرة، وأنه انهدم