كثيرين وردوا من جهة الشرق، وأغاروا على أرض مصر تحت قيادة ملك يقال له سلاطيس، وإن هذا الملك دخل مدينة منفيس، وضرب على أهلها وعلى أهالى جميع البلاد ضرائب ثقيلة، ورتب عساكره لحفظ البلاد، وألزمهم بالطاعة، وجعل مقر عسكره فى الحد الشرقى من أرض مصر؛ لأجل أن يكون آمنا من إغارات العراقيين إذ ربما يقومون لإرادة دخول مصر، فجعل المحافظة فى محل أواريس القديمة التابعة لمديرية صان بقرب بحر بوباسط، وحصنها بالحصون المنيعة وجعل فيها مائتى ألف من العساكر، وقال يوسف الإسرائيلى: إن الهيكسوس قوم من الشام خرجوا منها بسبب غارات العراقيين عليهم، فدخلوا مصر وسكنوا فى نواحى هيرون (هيروبوليس)، ولما جلاهم رمسيس عنها، بقى منهم بقية تحصنوا فى أواريس فى قطعة من الأرض سعتها عشرة آلاف أرور (والأرور مساحة من الأرض تقرب من ثلثى فدان)، وفى كتاب لينان باشا أيضا أن هذه المدينة كانت قديما واقعة على الطريق المارة من المطرية إلى أرض غسان وبئر سبه (بئر القسم) وفى ترجمة التوراة أن مدينة هيروبوليس فى أرض جيشن وأن يوسف ﵇ تقابل مع أبيه فى أرض جيشن، وقال فلاويوس يوسف: إن سيدنا يعقوب ﵇ وفد على مصر من أرض كنعان فتقابل مع ابنه فى هيروبوليس بأرض رمسيس، وذلك قبل الميلاد بألف وسبعمائة وست وستين سنة، ويحتمل أنها على الطريق المارة من مدينة منفيس إلى هذه الأرض لما مر، وجميع الطرق الآتية من أرض كنعان إلى مصر كانت تمر بالعريش، وأما الطريق التى على جنوب ذلك فكانت فى غاية الصعوبة كما هى الآن؛ بسبب كثرة العقبات التى يلزم المار بها اقتحامها، وعادة عرب البادية إلى الآن أن يمروا بتلك الطريق، بسبب وجود الماء والمرعى بجوارها لقربها من ساحل البحر مع كثرة القوافل المارة هناك، وبعد قليل يصلون إلى وادى السبع آبار، وفيه كثير من الماء والمرعى، والآن كثير ممن يذهب من مصر إلى الشام، أو منه إلى مصر من غير العرب طريقهم على قطية-وبئر الدويكتار-والقنطرة-والصالحية والقرين-وبلبيس.