للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الرملة بلغه خبر موته فعدل عن القدس إلى دمشق وأقام بها زمنا وأخذ فيها عن بدر الدين محمد بن محمد البالسى وعن فاطمة بنت محمد التنوخى، وفى تلك المدة اجتمع بصاحب القاموس محمد الفيروزابادى، ثم رجع إلى القاهرة وأقام قليلا وسافر إلى ينبع ومنها إلى منى، وتلقى فيها على زين الدين أبى بكر بن حسين ثم جاور بمكة، ثم سافر إلى اليمن وعدن وزبيد.

/وفى سنة ست وثمانمائة رجع إلى مصر واشتغل بالحديث وساعد فى تقليد تقى الدين محمد الفاسى صاحب تاريخ مكة المشرفة بقضاء الحنفية فى هذه المدينة، ومن اشتغاله بالعلوم على الدوام صار حافظ أهل زمانه، وله وقوف تام على معرفة الرجال، وكان هو المعوّل عليه فى تلقّى الحديث عنه فأخذ عنه الكثير من صغير وكبير، وكان يدرس فى خانقاه بيبرس مدة عشرين سنة وتعين نائبا لقاضى القضاة جمال الدين عبد الرحمن البلقينى عوضا عن ولى الدين العراقى، ثم تقلّد القضاء ثم عزل، وخلفه الشيخ شمس الدين محمد القاياتى وحضر تولية الملك المؤيد شيخ السلطنة سنة خمس عشرة وثمانمائة، وكان إذ ذاك مفتى دار العدل وهو الذى لقب الملك بأبى النصر، ثم ترك الفتوى وتعين شيخ خانقاه بيبرس الجاشنكير.

وفى سنة عشرين زاره القاضى تاج الدين البغدادى، وكان قد قدم من بغداد إلى مصر.

وفى سنة ثلاث وعشرين أغار قرا يوسف على أذربيجان بلاد ابن عمر، فسير إليه السلطان قرا بيك فظفر به وقتله وأتى برأسه إلى السلطان؛ فجمع السلطان العلماء واستفتاهم فى شأن قرا يوسف المقتول، فأفتوه بكفره إلا المترجم فإنه توقف فى الفتوى؛ فسأله الملك عن توقفه فأجاب عن سبب ذلك أنه قدم المفتين عليه فعقد له مجلسا ثانيا وقدمه عليهم فأفتى بما أفتوا به.

وفى سنة أربع وعشرين سافر إلى الحج.

وفى سنة سبع وعشرين عينه الملك الأشرف برسباى قاضى قضاة مصر جميعها عوضا عن البلقينى، وعزل عنها بعد عشرة أشهر، وخلفه شمس الدين محمد الهراوى، ثم فى سنة ثمان وعشرين رجع إلى وظيفته.