كيلومتر من ناحية فرشوط، وهناك عدة مغارات بعضها مفتوح، وجميعها مقابر العائلة السادسة من الفراعنة. وطول ذلك الخراب ١٧٠٠ متر وعرضه ٨٠٠ متر ومحيطه ٤٠٠٠ متر تقريبا. وأهل هذه البلدة يستعملون أتربة تلوله فى تسبيخ الزرع ككثير من القرى، وكثيرا/ما يجدون أشياء قديمة فيبيعونها للسياحين من الافرنج.
ولم يكن فى الآثار القديمة أحسن من المعبد الباقى آثره فى مدينة دندرة، الذى كانت تتحلى به فى الأزمان العتيقة. والسياحون من أهل العلم إلى الآن يجعلونه من أعظم الأمور القديمة الدالة على بلوغ المصريين فى الصنائع إلى أعلى الدرجات.
وهو مبنى بحجارة كبيرة الأبعاد محكمة الوضع، فى داخل سور مبنى من اللبن المجفف فى الشمس يحيط به، وطول هذا السور ٢٩٤ مترا، وعرضه ٢٩٢ مترا، وله بابان من أعظم ما يرى، وجميع جدرانه منقوشة بأحسن النقوش والكتابة. وفى الجبل الملاصق لخراب المدينة مغارات، بعضها كان معدّا لدفن الأموات على عادة البلاد القبلية، وأما العمارات التى وصفها الفرنساوية فهى هذه؛ عمارة صغيرة فى الجهة البحرية تدل هيئتها على أنها لم تتم لتجردها عن النقوش والكتابة بالكلية والأعمدة لم تستوف صنعتها والجدران أيضا كذلك. وفى الجهة الغربية من العمارة السابقة، عمارة صغيرة على بعد ٣٠ مترا، طولها ٣٤ مترا وعرضها ١٨ مترا، وحولها دهليز مزين من كل جهة بتسعة أعمدة، إلا الجهة الأمامية فإن أعمدتها أربعة فقط، وشكل الأعمدة مخروطى كسائر أعمدة المعابد، وجميع جدرانها وجدران الحيطان مزين بالنقوش والكتابة القديمة، وبعض المحلات الداخلة مجردة من النقوش، تدل حالتها على عدم تمامها-فلعل حادثة حدثت وقت البناء منعت من إتمامها وإتمام العمارة البحرية السابقة-، وفى النقوش المزين بها جدران هذه العمارة وحيطانها صورة على أحد أبواب الدهاليز جديرة بالذكر: وهى عبارة عن مركب فوقها صورة العجل أبيس داخل محل يشبه القفص، وحوله أزهار اللينوفر، وبين قرنيه صورة قرص الشمس، وأمامه رجل كأنه يسحبه وشخص آخر تحت بطنه على هيئة الساجد، وفى مؤخر المركب مجداف عوضا عن الدفة مزين فى آخره برأس باشق مثبت فى عصا يعلوها باشق أيضا، وفى أمامها صورة سبع ورجل يناول مجدافا ومدقة، ويظهر أنها صورة ما كان يعمل حين يصير العجل المذكور على النيل، فقد ذكر