للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

ديودور الصقلى أن عادة المصريين متى وجدوا العجل بعد طول البحث نقلوه إلى مدينة نيلوبوليس وهناك كانوا يعلفونه بها أربعين يوما، ثم بعد ذلك يسيرونه على النيل فى مركب مخصوص، وكانوا يضعونه فى أودة مذهبة وينقلونه بهذه الكيفية إلى معبد مدينة منف.

وفى الرسوم المنقوشة على جدران المعبد صورة هوروس عند الولادة، ومدة تربيته درجة بعد درجة، من وقت ولادته إلى بلوغه. وكان المصريون على ما ذكره السلف يعنون به سير الشمس فى مدارها، ويرسمون هوروس فى المعابد فى آخر درجة من كبره على صورة إنسان إحدى ساقيه ملتصقة بالأخرى دلالة على عدم الحركة، وكان هذا إشارة إلى بلوغ الشمس أعلى نقطة من المدار الصيفى من منقلبه لأنها فى هذا الموضع تكون كأنها ثابتة وفى غاية القوة من الحرارة. ثم انهم يصورون فى هذه الصورة ذكر هوروس فى حالة الانتصاب للدلالة على الخصوبة لأن العادة فى هذا الفصل أن تكون شدة الحرارة ملطفة بالأرياح البحرية وذلك يساعد على النمو فى النبات والحيوان وجميع ما يودع فى الأرض من البذور ينبت وينمو مع السرعة.

وحينئذ فجميع الرسوم الموجودة فى هذا المعبد متعلقة بالزراعة وأحوال المزروعات وفعل الشمس عليها من ابتداء المنقلب الشتوى-أعنى من إبتداء وقت البذر-إلى المنقلب الصيفى وهو وقت الحصاد، وكذا ما يحدث بعد ذلك من الحوادث، كفيضان النيل، وتسلط الرمال على أرض المزارع والأرياح الجنوبية المحرقة، كل ذلك مصور على جدران هذا المعبد ليدل على جميع حوادث القطر فى صور إشارية لغزية، كصورة هوروس وإزريس وإزيس وتيغون.

وأما المعبد الكبير فهو على بعد مائة متر من الباب البحرى، ويرى من بعيد فى غاية العظم، ويتركب من عشرة أعمدة موضوعة على خط واحد مستقيم ملتصقة بالحائط، وفوقها جميع ما يلزم من المبانى والنقوش ليصير الوجه من أعظم ما يرى من هذا القبيل، وشكل المعبد هكذا) T (كشكل حرف تاء الفرنساوى. وهو عبارة عن جزأين، الأول الباب والثانى نفس المعبد، والطول جميعه ٨٢ مترا، وطول الوجه ٤٢ مترا، وارتفاع الباب ١٨ مترا، وارتفاع باقى الوجه ١٣ مترا، وجميع الحيطان مزينة بالرسوم والنقوش العجيبة. وعرضه باب المعبد خمسة أمتار، يصل الإنسان