منه إلى دهليز مستطيل الشكل طوله ٣٧ مترا ونصف، وعرض ٢٠ مترا، وجميعه مسقوف بالحجر وسقفه محمول على أربعة وعشرين عمودا فى ستة صفوف، وفتحة الوسط التى يدخل منها إلى الدهليز عرضها قدر فتحتين من الفتحات التى بين الأعمدة، فقدرها خمسة أمتار [و] واحد وثمانون جزأ من المائة من المتر، وكل من الفتحات الآخر متران وثلاثة وسبعون جزأ.
وشكل جسم الأعمدة مخروطى، وقطر كل/واحد من أسفله متران وثلث، ومن أعلاه متران وعشر متر، وطوله ثمانية أمتار وستة وثلاثون جزأ من مائة من المتر.
والجسم متكئ على قاعدة اسطوانية معتمدة على كرسى مدور، ولكل عمود تاج فيه صورة إزيس، ومن البلاط إلى السقف أربعة عشر مترا [و] واحد وثلاثون جزأ، فإن جعل نصف قطر العمود من أعلاه هو المدول كان جسم العمود منها ثمانية والتاج خمسة.
وذلك المعبد أيضا منقسم إلى محلات-كباقى المعابد المصرية-وجميع الحيطان وسطوح الأعمدة والسقف منقوشة بصور متنوّعة عليها كتابات قديمة كثيرة.
وذكر العارفون باللغة القديمة أن جميع النقوش إشارات فلكية، وعلى الباب منطقة الفلك مصوّر فيها جميع البروج، ولا ندخل فى وصف ذلك خوف الإطالة. ثم إن بعض الناس زعم أن هذه العمارة بنيت فى زمن الرومانيين، واستدل على ذلك بكتابة رومية مسطرة فوق بعض محلاتها، لكن ترجمتها إنما تفيد أن هذه العمارة عملت للمقدسة الزهراء، التى كانوا يسمونها افروديت أو دينوس، ولا تفيد غير ذلك. وشكل هذه العمارة ونقوشها ونسب اجزائها ودقة صنعتها تفيد أنها مصرية سابقة على الروم والرومانيين.
وذكر استرابون، أن أهل هذه المدينة كانوا يكرهون التمساح كراهة شديدة، وهاك ترجمة نصه:
«إن أهالى مدينة تنتاريس لهم فى التمساح كراهة زيادة عن غيرهم من المصريين، فإن يعتقدون أنه أكثر الحيوانات الوحشية شرا، ومع ذلك فيوجد هذا الحيوان فى بعض الجهات المصرية مقدسا ومعظما، ولكن أهالى تنتاريس يجتهدون فى قتله ما أمكن. وزعم بعض الناس أن البعض منهم يغوص عليه فى الماء ويمسكه من دون أن