يؤذيه، كما يفعل الحواة بالثعابين، وكان الرومانيون إذا أرسلوا إلى رومة تماسيح لأجل الفرجة فى أيام الملاعب يرسلون معها ناسا من أهل هذه المدينة، وكان يعمل لها حياض ماء توضع فيها، ولم يكن أحد له اقتدار على القرب من هذا الحيوان إلا هؤلاء الأشخاص، وكانوا يخرجونه من الماء ويعرضونه على الخلق للفرجة ويردونه إلى مكانه، ولم ينقل عن أحد منهم أنه حصل له منه أدنى أذية»
وذكر هذا الجغرافى أيضا، أن أهالى هذه المدينة كانوا يقدسون الزهراء والرسوم الموجودة فى هذا المعبد وصورة هذه المقدسة تثبت ذلك.
وذكر ديودور، أن هذا المعبد على ترعة فى حدود الجبل يتوصل منها إلى قفط، وأثر هذه الترعة موجودة إلى الآن.
وقال بعض الإفرنج: إن هذا المعبد متأخر عن غيره من المعابد فى إنشائه، ويعزون ابتداء بنائه إلى كليو باتره وهى مصورة فيه مع ولدها سيزاريوم-أى قيصر-وأن قياصرة الروم تمموا عمارته، فالنقوش من زمن أغسطس وعلى حيطانه الخارجة يوجد اسم القيصر تبيروقايوس وكلود ونيرون، وبعض محلاته تعزى إلى القيصر تراجان وأدريان وأنطونان.
وفى كتاب دليل السياحين لمارييت بيك:«أن ابتداء هذه العمارة كان فى زمن بطليموس الحادى عشر وانتهاؤها فى زمن القيصرين تبير ونيرون، وأنها من مبانى البطالسة، وكان المسيح ﵇ فى هذا الوقت حيا».
ولنذكر لك بعض ما ذكره مارييت بك فى هذه العمارة حيث قال: «إن محلات هذه العمارة منقسمة إلى أربعة أقسام؛ الأول، مشتمل على دهليز الدخول وفيه الباب الكبير الذى كان مختصا بدخول الملك منه، وفى جنبى هذا الباب بابان صغيران، أحدهما فى شماله، والآخر فى جنوبه، وكانا مختصين بدخول الكهنة، والأربعة والعشرون عمودا-التى سبق ذكرها-موضوعة فى هذا المحل، وكانت عادة الملك أنه إذا أراد الحضور إلى هذا المحل لبس ملابس طويلة تشبه القفاطين وليس فى رجليه النعال وأخذ فى يده عصا، وقبل أن يدخل المعبد لا بد أن المقدسين يقرون له فى أول مرة من دخوله بأنه ملك الديار القبلية والبحرية من أرض مصر، ويكون فى موكب عظيم-