للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفى مختصر التذكرة للشعرانى، أنه قد ثبت أن طلائع بن رزيك-الذى بنى المشهد الحسينى بالقاهرة-نقل الرأس إلى هذا المشهد، وبذل فى ذلك نحو أربعين ألف دينار، وخرج هو وعسكره فنلقاه من خارج مصر حافيا مكشوف الرأس، وهو فى برنس حرير أخضر فى القبر الذى فى المشهد، على كرسى من خشب الآبنوس، مفروش هناك نحو نصف أردب من الطيب. قال: كما أخبرنى بذلك خادم المشهد. وقول القرطبى «إن دفن الرأس الشريف فى مصر باطل» صحيح فى أيام القرطبى، فإن الرأس إنما نقل إلى مصر بعد موت القرطبى انتهى.

قال الحفنى فى رسالته: كان بعض العارفين يهيم فى مقام الحسين وأنشد فقال:

منزل كمل الإله سناه … تتوارى البدور عند لقاه

خصه ربنا بما شاء فى الأر … ض تعالى من فى السماء إله

صانه زانه حماه وقاه … وكساه بمنه ورضاه

أن غدا مسكنا لغرة آل ال … بيت من تم قدره وعلاه

الإمام الحسين أشرف مولى … أيد الدين سره ووقاه

مدحته آى الكتاب وجاءت … سنة الهاشمى طرز حلاه

وينبغى زيارة هذا المشهد العظيم؛ فإن صاحبه باب تفريج الكروب، وبه تزول الخطوب، ومن الاستغاثات به ما أنشده سيدى محمد جلبى محشى العزية-الشهير بابن الست-هذه الأبيات:

أيحوم حول من التجا لكمو أذى … أو يشتكى ضيما وأنتم سادته

حاشا يرد من انتمى لجنابكم … يا آل أحمد أو تسر شوامته

لكم السيادة من ألست بربكم … ولكم نطاق العز دارت هالته

هل ثم باب للنبى سواكمو … من غيركم من ذا الورى ريحانته

تبا لطرف لا يشاهد مشهدا … يحوى الحسين وتستلمه سلامته

فالزم رحابا ضم سبط محمد … ما أمه راج وعيقت حاجته

انتهى.