نحو خمسة أمتار بخلاف آبار أم شنقة، فإنها عميقة تبلغ نحو خمسين مترا وتجف فى فصل الصيف، وديوان المديرية فى شمال الآبار وهو كأبنية البلد، وكذلك مساكن المستخدمين، وقد انتقلت إليها التجار من ناحية أم شنقة، فتباع فيها الأشياء اللازمة للمؤنة وغيرها مما تجلبه الجلابة، ويتعاملون بجميع النقود ما عدا العملة النحاس والريال، والذى يقال له ريال بطيرة وهم يقولون له:
ريال بنقطة، وقيمته عندهم خمسة وعشرون قرشا ميرية، وقيمة الريال الشنكو ثلاثة وعشرون قرشا، والمجيدى واحد وعشرون قرشا، وهذا تعامل المستخدمين والتجار، وأما تعامل الأهالى بعضهم مع بعض فهو جار بنوع الثوب.
الطربنة، وهو ثوب من البفتة السمراء طوله نحو ستة وعشرين ذراعا بالذراع البلدى وعرضه ذراع الأثمن، وثمن الثوب فراديتان والفرادية ثلاثة فرينات، والفرينة ست طرقات، ثم تسير فى طريق واضح، وأرض قابلة للزرع، وفيها شجر قليل، ومنه شجر الحمر، وشجر اللبان والقفل، وهى طريق مأمونة لا يوجد فيها إلا الغزال فتبيت على غير ماء، ثم تسير وتحط على آبار الطليح، وهى أكثر من أربعين بئرا والتى فيها الماء منها ست عشرة بئرا، وعمقها نحو اثنى عشر مترا، وموقعها فى أرض منخفضة فى شرقى جبال السروح بنحو ثمانية آلاف متر، وماؤها عذب، والهواء فى تلك الجهة معتدل، وهناك عرب قاطنون صيفا وشتاء ويزرعون على المطر الدخن والذرة والقطن والبامية، والناتج من قطن جميع تلك الجهات غير كاف لملابسهم، ويغزله النساء، وتنسج منه مقاطع أطولها ستة وعشرون ذراعا، طول الذراع تسعة وخمسون سنتيمتر، والمقطع يسمى عندهم ضمورا، وهو على ثلاث درجات بحسب صنعته، ويسميه أهل دنقلة مقطع جوبرى، ويباع فى جهة دارفور بثوب طربنة، أو ثوب ونصف، أو ثوبين، وكل ثوبين من الطربنة بريال شنكو واحد.
وفقراء تلك الجهة عرايا الأجساد، وإنما تستر نساؤهم بالرهط، ولا يستر جميع جسده إلا الأغنياء رجالا ونساء، وعند عرب الطليح البقر والخيل