وارتفاع أعلى غصن منها نحو عشرين مترا، ولها ثمر كالجوز الهندى بداخله مادة بيضاء مغطاة مثل: حب الفول اليابس، وطعم تلك المادة مثل الليمون يضعونه على الطبيخ، وجوف ذلك النوع من الشجر خال وفارغ، حتى أن أهل تلك الجهات يخزنون فيه ماء المطر كالصهريج، ويبيعونه على الجلابة وقت مرورهم، وكيفية ذلك أن يفتحوا فتحة فى جسم الشجرة فى ارتفاع نحو تسعة أمتار، بحيث يصعدون إليها بسلم ويملؤنها بالدلو من المياه المجتمعة من المطر فى برك صغيرة، تسمى عندهم فولات أو فول، ويسمونها مخزن الماء، واذا تعدى أحدهم على شجرة غيره، قام عليه صاحبها وقاتله.
والطريق من الجهة الغربية لوادى الملك إلى أم بادر أحسن من طريق عين حامد إلى أم بادر، فإذا قامت القافلة من أم بادر وأرادت سلوك الطريق الأخرى التى لسنا بصددها مرت بطريق بئر الكرنك، وإذا أرادت سلوك الطريق التى نحن بصددها مرت بطريق (أم شنقة) وهى طريق واضحة يمكن سلوكها بلا خبير، لولا ما يتخللها من طرق أخرى موصلة إلى بلاد وآبار يخشى الضلال فيها، وفى تلك الطريق أشجار ذات شوك لكنها قليلة، يمكن التحفظ منها فتبيت على غير ماء، ثم تسير إلى ناحية (أم فوجة) وهى بلدة تابعة لحكمدارية فاشر دارفور تحت جبل فوجة، وأهلها عرب قبائل مختلفة، وبعضهم من أهالى دارفور، ومساكنهم زرابى من أغصان الأشجار، وسقوفها من الخشب والحشيش بعضها على شكل الخيمة وتسمى:(تكل)، وبعضها مسقف على قوائم فى الزوايا الأربعة وتسمى:(ركوبة)، وبعضها مستطيل وسقفه على هيئة ظهر الثور وتسمى:(ظهر الثور) وعندهم كثير من الإبل، والبقر، والغنم، والخيل، والحمير، والدجاج البلدى، ويزرعون على المطر الدخن والذرة الصيفية وقليلا من القطن، والبامية، وآبارها تمتلئ من ماء المطر، وتجف فى فصل الصيف فيحفرونها حتى ينبع منها الماء، فالماء بها موجود صيفا وشتاء؛ ولذلك نقل إليها ديوان المديرية بعد أن كان من ناحية أم شنقة؛ لأن آبارها قليلة العمق