وشجر القرقران، وشجر الداروت وغيرها من الأشجار التى مر ذكرها، وأرض تلك البقعة غير مستوية، وفيها آثار السباع والوحوش، ونوع من الحيات يسمى أصلة، طوله نحو أربعة أمتار ونصف، ومحيطه نحو أربعين سنتيمتر والإفرنج يسمونه بوكنستكتور، ويقال إنه ليس له سم، والعرب يأكلونه، ويقال: إن هناك ثعبانا يبتلع الغزال. ومن هذا المحل تسير القافلة فى الجهة الغربية لوادى الملك، فتبيت على غير ماء، وكذلك فى الليلة الثانية والثالثة، ثم ترد على آبار (أم بادر) وهى نحو أربعمائة بئر، والذى يستمر فيه الماء منها مائتان وثمانون بئرا، عمق كل منها نحو سبعة أمتار، وماؤها عذب، تركيبه مثل تركيب ماء النيل، وهى بصحراء بين جبال صغيرة تسمى جبال (أم بادر) تمتلئ تلك الصحراء من ماء المطر، ويمكث فيها نحو ثلاثة أشهر، فيهدم الآبار، ويفسدها، فتحفرها العرب الموجودون هناك، وكل جماعة منهم أو واحد له آبار معينة يصلحها ويشرب ويسقى منها ماشيته، وبيوت هؤلاء العرب من أخصاص، وعندهم كثير من الإبل والخيل والحمير والمعز، ويوجد عندهم النعام المتأنس المولد، والزرافات وبقر الوحش، ويشترى منهم ريش النعام، وعادتهم فى مقابلة القافلة مثل عادة عرب السطير، وهم ثلاثة أقسام من ثلاث قبائل.
أحدها من حمر العساكرة فى شياخة إبراهيم ولد المويلح.
والثانى من حمر الدقاقين فى شياخة حمد ولد حامد. وكلا القبيلتين تبع مديرية الفاشر/
والثالث من عرب الكبابيش تحت شياخة فضل الله بيك سالم تبع مديرية كردفان. وهذا المحل كان مجمع العصاة قبل استحواذ الحكومة الخديوية على دارفور، والآن جعلت فيه عساكر من الأربعمائة للمحافظة اللازمة، والعادة أن ترد على هذه الآبار قافلة هذه الطريق، وقافلة الطريق الأخرى، وتقيم للاستراحة أياما، وقبل هذه الآبار بساعات قليلة توجد شجرة عظيمة، تسمى شجرة الحمرة، أو شجرة القنقلوى، قطرها نحو ثلاثة أمتار،