الكلب، وهناك تجتمع القوافل، ثم يسار من غربى جبل الزلط، إلى أمام جبل أم فاس فى وادى الملك، وفى تلك الطريق شجر المندراب، وشجر المعراب، وشجر السيال، وشجر الشعات، وشجر الهاشاب، وشجر الإهليلج، وشجرة الكنز.
وبعض الأرض هناك رملية، وبعضها حجرية ذات حصى يظهر فيها أثر المارين، ويحترس فى تلك الجهة من المرعفيب لوجوده بها كثيرا، وهناك جبل يسمى: جبل المرعفيبات، وجبل يسمى: جبل الضباعيات تسير بينهما القوافل، وتبيت فى وسط وادى الملك، وفى طريقها أشجار الشحير والعرد والسمرة والطلح والمرخ والكنز، وغير ذلك من الأشجار المتراكمة الملتفة، بحيث لا يظهر ما بداخلها.
وبعض الأشجار قد أكلتها الأرضة، وصيرتها كيمانا صغيرة، ويوجد هناك القنافذ التى شعرها الريش المعد للكتابة الإفرنجية، ومنه أبيض وأسود وتوجد فى أوكار عمقها نحو ستة أمتار. وفى جنوب جبل المرعفيبات بقدر ثلاث ساعات محطة يتحفظ فيها من النمر لوجوده بتلك الجهة، وشجر الكنز مزاحم للطريق هناك، ومؤذ للمارة فإنه يمزق الثياب وغيرها حتى جلود الإبل، وقد فعل ذلك بقافلة المهندسين والمعاونين والعساكر الذين سلكوا ذلك الطريق لاستكشافه سنة ١٢٩٣؛ حتى رقعوا ملابسهم الجوخ وغيرها كما قاله بعضهم.
وفى ذلك الطريق أيضا شوك قليل يسمى حسكيت يشبه شوك التين الشوكى، ثم من ذلك المحل إلى آبار البقرية الكبيرة، وهى نحو مائتى بئر فى شرقى جبل البقرية بوسط وادى الملك، لكنها جافة ليس بها ماء غير تسعة وثلاثين بئرا، فيها ماء قليل، ذو رائحة قطرانية ولا عذوبة فيه بسبب جيرية أرضه، وترد عليها قافلة هذه الطريق، وقافلة الطريق الأخرى للاستقاء والاستراحة وملء القرب. وكذلك العرب المسافرون للصيد، وفى زمن الخريف يقيم عليها عرب من حكومة كردفان ويرتحلون عنها فى فصل الصيف؛ لقلة مائها جدا فى ذلك الفصل. وهناك كثير من الحشائش اليابسة، والأشجار مثل شجر السرح،