ونتكلم عليه أولا فنقول: تخرج القافلة للسير فى طريق الأراك ذات الحشائش، والأشجار المتنوعة من السلم بفتحتين، والسلم بكسر فسكون، والطندب وغيرها، فتبيت فى بقعة تسمى الأراك فى غربى وادى الملك، ومنها إلى بقعة تسمى (وعرة الطندب) فيها كثير من شجر الطندب، وهناك الغزلان والإربل، وبقر الوحش يصطاد منه المسافرون للأكل، وفى هذه الأراضى شجر الأراك، والمرخ وشجر الإهليلج، وشجر الظراف وشجر المندراب، وشجر الكنز وهو شجر ذو شوك كثير، يمزق الثياب والجلود، ومنها يسار فى وسط وادى الملك/إلى بقعة تسمى (البان) وهناك يوجد النعامات، والزرافات وبقر الوحش والإربل، وأشجار كثيرة ذات شوك تختفى فيها الوحوش، ويرى هناك أثر الكلب العقور المسمى بالمرعفيب وهو حيوان مفترس، وكذ أثر السبع فيلزم زيادة التحفظ فى تلك الجهة.
وعرب أطراف مديرية كردفان تسرح إلى هذا المحل ليصطادوا منه، ومن هذا المحل تسير القافلة على قنة جبل العين، وهو جبل يرى بعد الخروج من آبار السطير بيوم طوله مسيرة ثلاثة أيام فتحط عند عين فى ذلك الجبل، تسمى (عين حامد) ولد التنكى وهو صياد استكشفها فى خروجه للصيد، حيث وجد عليها أنواع الوحوش، وعين حامد حفرة فى فجوة من الجبل، يجتمع فيها ماء المطر، انخفاضها قدر عشرة أمتار، وارتفاع الجبل عندها نحو مائة متر، وفوقه حشائش وأشجار شتى، وحيوانات وحشية، منها نوع السلحفاة المعروفة عند أهل الإسكندرية بالفكرونة، وهى تشبه الترسة التى توجد فى البحر المالح، ولها أربعة أرجل، ويبلغ طولها إلى ستين سنتيمتر، وعرضها إلى خمسين، ومع تيسر صيدها وسهولته، لها قوة عظيمة، فيقال: إنها وضع عليها نصف أردب ذرة وركب عليها رجل، فمشت بالجميع كأنها لم تحمل شيئا، وفيها جبن، فإذا رأت شخصا أدخلت رأسها بين يديها، ويظهر هناك السبع، وقد رآه بعض المسافرين فى ارتفاع نحو تسعين سنتيمتر مع طول نحو متر، ولونه كلون