التابعين لمديرية كردفان فى أرض متسعة ذات رمل فيها حشائش ترعاها الإبل، ويقتنون الإبل والبقر والغنم والحمير، ويصطادون بقر الوحش، والثيتل، والغزال يقيمون هناك فى فصل الصيف، وينتقلون فى فصل الخريف إلى جهة أخرى.
ومن آبار الماتول تسير فى الجنوب المائل إلى الشرق بقدر ثلاث درجات حتى تحط فى (الخطيمات) فى الشمال الغربى لجبل الخطيمات (والخطيمات) صحراء متسعة طينتها رملية، وفيها أشجار وحشائش ترعاها الإبل، وبعض طريقها واضح، وبعضها يغطيه الرمل، وربما وجدت هناك السباع، فيلزم التحفظ منها.
ومن هناك فى ذلك الاتجاه إلى آبار السطير وهما بئران فى وادى السطير، ومنحطتان عن الوادى بقدر ستة أمتار، وارتفاع مائهما نحو ثمانية سنتيمتر، وهو ماء عذب يقرب تركيبه من ماء النيل، يشرب منه أهل القافلة، ويملئون منه القرب، ووادى السطير قليل الاتساع عرضه نحو ربع ساعة، وفى أطرافه جبال من حجر الصوان، وفيها بعض رمل، وهناك أشجار شتى، أكثرها شجر الطندب، والسلم، وحيوانات وحشية مثل الغزال والإربل، وهو حيوان قدر الحمار الضخم والطريق هناك واضح، والهواء معتدل، وفى جنوب آبار السطير على نحو ثلاث ساعات، عرب قاطنون صيفا وشتاء، ويوجد عندهم البقر والغنم، وعادتهم عند ورود قافلة أن يأتوا رجالا ونساء للسلام على أهل القافلة، وسلامهم أن يصفق الرجال وترقص النساء نحو ساعتين أو ثلاث، وبعد ذلك يطلبون العادة من أهل القافلة فيعطونهم ما تيسر، وهناك يوجد طريقان يوصلان إلى دارفور، أحدهما معتاد لسير القوافل فيه كثيرا، وهو واضح، معلم بالجبال ونحوها، وسنتكلم عليه، والآخر وعر صعب المسلك، لكنه كثير المرعى والصيد، فلذا تختاره بعض القوافل، وتسلكه.