للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

عاين فى خراب مدينة نبكوس كنيستين باسم سربامون أسقف هذه المدينة، وقال: بذلك أيضا غيره من مؤلفى الأقباط، وكذلك ينسب إليها الأسقف مقرب، فمن ذلك مع ما أورده كترمير يظهر أن اسمى إبشاتى وأنطقيوس موضوعان لمدينة واحدة ومما يؤيد ذلك أيضا أن اسم انكوس لم يذكر فى دفاتر تعداد مصر المحفوظة فى كتبخانة باريس، والذى فيها هو اسم إبشادة باللغة العربية وهى بلا شك محرفة عن إبشاتى القديمة، واعتنى كثير من جغرافى الإفرنج بتحقيق موضعها فجعلها دنويل فى خرطة مصر فى موضع الدلتا على فرع النيل المار بناحية منوف، وسماها بنسيا أو أنطقيوس، وقال: زنبيل إنه يسمى بهذا الاسم مدينتان أحداهما على فرع منوف والأخرى على فرع رشيد وسمى هذه نيسيو وأنكر ذلك كترمير، وقال: إن الاسمين لمدينة واحدة على بحر الغرب ووافقه على ذلك بطليموس، وحدد طولها وعرضها فجعلها فى طول إحدى وستين درجة وعشرين دقيقة، وعرض ثلاثين درجة وعشرين دقيقة وفى وقتنا هذا أى سنة ١٢٩٢ هـ، يوجد تلال قديمة حدثت بجنبها زاوية رزين الجديدة التى هى عوض عن زاوية رزين التى أكلها البحر، والأهالى يقولون: إن هذه التلول محل مدينة دقيانوس فلعلها محرفة عن نيكوس وكون محلها على بحر الغرب وقريبا من ترعة/منوف وهى الترعة الفرعونية ربما كان مقصود هؤلاء الجغرافيين.

وذكر المقريزى فى خططه فى باب مذاهب أهل مصر بعد نحو ثلاث ورقات من ذلك الباب، أن محمد بن أبى بكر لما تولى عمل مصر من قبل علىّ بن أبى طالب وجمع له صلاتها وخراجها سنة ٣٧ هـ، بعث إلى ابن خديج (١) والخارجين معه، وهم أهل خربتا وكانوا نحو عشرة آلاف يدعوهم إلى بيعته فلم يجيبوه، فبعث إلى دورهم ونهب أموالهم وسجن ذراريهم، فرفعوا له أولوية الحرب وهموا بالنهوض إليه، فلما علم أن لا قوة له بهم أمسك عنهم، ثم صالحهم على أن يسيّرهم إلى معاوية وأن ينصب لهم جسر أنطقيوس يجوزون عليه ولا يدخلون الفسطاط، ففعلوا ولحقوا بمعاوية.


(١) وردت فى خطط المقريزى، ج ٢، ص ٣٧٧ (خديج). وهو تحريف فى النسخ.
وابن حديج هو معاوية بن حديج. انظر: الكندى: ولاة مصر، تحقيق حسين نصار، ص ٥٠ - ٥١، ط. قصور الثقافة (الذخائر ٦٦).