وحيث إن خربتا من مدن البحيرة فالقنطرة ضرورة كانت على فرع رشيد فتكون مدينة أنطقيوس أو بشاتى على الشاطئ الشرقى منه، والذى يشاهد الآن أن المقابل لخربتا من الجانب الشرقى إنما هى قرية تسمى أبشاى من غير تاء من قسم بلاد مديرية المنوفية، وكان من خط بشاتى قرية شطنوف، وكانت واقعة على مفرق البحرين وفيها قتل مارى ماثير.
ومما يدل على أن شطنوف فى مفرق البحرين ما هو مذكور فى كتب القبط أن مارى نوب أرسله صبريان حاكم أتريب إلى الإسكندرية، فركب النيل وصعد به الملاحون مقلعين إلى أن وصل شطنوف، ثم انحدروا به من هناك فى بحر الغرب وبعد أن قتله حاكم الإسكندرية وصبره وكفنه ووضعة فى مركب مع أربعة من عبيده، فسافروا به أربعة أيام مع ليلتين حتى وصلوا شطنوف فانحدروا إلى جهة بحرى، ويدل على ذلك أيضا أن القيصر قنسطنطين لما أرسل من طرفه الوج إلى مصر لإبطال عبادة الأوثان، ابتدأ بإبطال ما كان ذلك بالإسكندرية، ثم ركب النيل مصعدا إلى جهة قبلى، فجعل يهدم المعابد ويكسر الأوثان فى طريقه إلى أن وصل مفرق البحرين، فرأى قرية كبيرة فسأل عنها فقيل له: هى شطنوف قرية من خط بشاتى.
وذكر ابن حوقل فى مبدأ خططه لمصر أنه جعل رسمين للديار المصرية، الأول يشتمل على الصعيد إلى الفسطاط وشطنوف التى يفترق عندها البحر، والثانى من مفرق البحرين إلى آخر القطر من جهة بحرى، ويشتمل على الفرع الشرقى المبتدأ من شطنوف وجريه نحو تنيس ودمياط، والفرع الثانى الذى هو غربى شطنوف وجريه نحو رشيد، وقد وصف الطرق