للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فى سيره القديم، ومن اهتمامه بأمر التربية، زاد فى النفقة عليه، فاتسع نطاق التربية، وزادت رغبة الناس فى تربية أولادهم.

ولم يكتف الخديو المذكور، بالمدارس السالف ذكرها، بل أنشأ مدرسة للقوانين والشرائع، وهى المعروفة بمدرسة الإدارة، ومدرسة لتربية الخوجات، عرفت بدار العلوم، أخذت تلامذتها من طلبة الجامع الأزهر. وهو أول من فتح مدرسة للبنات، وأخرى للخرس والعميان من الذكور والإناث. وأنشأ مدارس فى مدن الأقاليم، جعل فيها التعليم على النسق الجارى فى المدارس الميرية، وأنشأ جملة مكاتب أهلية فى القاهرة والإسكندرية جرى التعليم فيها على هذا النسق، وجعل للنفقة عليها إيراد شفلك الوادى، وما يتحصل من الأوقاف الخيرية بناء على لائحة عملت لذلك، وما يدفع من أهالى الأولاد، على حسب اقتدارهم.

ومن رغبة الناس فى تربية أولادهم ظهرت مكاتب متعددة قبل فيها الراغبون للتعلم من كافة طوائف الخلق، وتسابق المسلمون والنصارى فى هذا الأمر، فكثرت المدارس الإسلامية والإفرنجية، وزادت تلك الرغبة بما رأوه من إعطاء الإعانات من طرف الحكومة، للمساعدة على التعليم والتعلم.

وإلى سنة تسعين ومائتين وألف بلغ عدد المدارس الميرية إحدى عشرة مدرسة، وعدد تلامذتها ألفا وتسعمائة وثمانية عشر تلميذا، منها أربعمائة وخمسة وأربعون بمدرسة البنات.

وفيها من الخوجات مائة وتسعة وستون خوجة، وفى مدارس المديريات ثمانمائة وأربعة وستون تلميذا، وفيها من الخوجات خمسة وأربعون. وفى المكاتب الأهلية المنتظمة ألف وتسعمائة وأحد وسبعون تلميذا، وفيها من الخوجات اثنان وتسعون. فيكون مجموع الجارى النفقة عليه من طرف الحكومة ووقف الوادى أربعة آلاف وسبعمائة وثلاثة وخمسين تلميذا، وثلثمائة خوجة وستة خوجات، وهذا خلاف المدارس العسكرية.

وكان المخصص لديوان المدارس الملكية من المالية فى كل سنة نحو ثمانية وأربعين ألفا وخمسة عشر جنيها، وكانت المدارس تتحصل على نحو عشرين ألف جنيه من إيراد الوادى، خلاف سبعة آلاف جنيه من ديوان الأوقاف، فيكون المجموع نحو خمسة وسبعين ألف جنيه.

وفى القاهرة وضواحيها سبع وثلاثون مدرسة للأقباط واليهود والأرمن والإفرنج، بها من التلامذة ثلاثة آلاف وستمائة وثمانون تلميذا، منها أناث ألف ومائة وأربع وسبعون، وفيها من الخوجات مائتان واحد وعشرون، وأعطى لأكثر هذه المدارس إعانات، بعضها نقدية وبعضها أراض أحسن بها عليها، للصرف من ريعها.