للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وأخاه فى توابيت ودفنهما بها وجعلها مدفنا للخلفاء وأولادهم وأقاربهم، ولما توفى دفن بها سنة خمس وستين وثلاثمائة.

وبها دفن ابنه العزيز بالله أبو منصور نزار فى سنة ست وثمانين وثلاثمائة، وتوفى بعده ولده الحاكم بأمر الله أبو على المنصور بعد أن فقد خمسا وعشرين سنة، وكان فقده سنة إحدى عشرة وأربعمائة وعمره يومئذ ست وثلاثون سنة، ووجد مقتولا بالجبل المقطم، ووجدت دابته مغرقة فى بركة عند حلوان بقرب دير شقران، وسيرته من أعجب السير.

وبالتربة ابنه الظاهر لإعزاز دين الله أبو الحسن على، ولد سنة أربع وأربعمائة، وولى الملك وعمره سبع سنين فأقام خمس عشرة سنة وتسعة أشهر، ومات سنة سبع وعشرين وأربعمائة.

وبها أيضا ابنه المستنصر بالله معد بن الظاهر لإعزاز دين الله، تولى المملكة بعد أبيه، وخربت مصر فى أيامه وصارت كيمانا إلى الآن بسبب الغلاء العظيم الذى لم يعهد مثله فى الإسلام، وأقام سبع سنين، وأكل الناس بعضهم بعضا، قيل: بيع الرغيف الواحد بخمسين دينارا، وكانت مدة ملكه ستين سنة، ومات سنة سبع وثمانين وأربعمائة.

وبها أيضا ابنه الآمر بأحكام الله أبو على منصور، قتل بالقرب من المقياس سنة أربع وخمسين وخمسمائة، ومولده سنة تسعين وأربعمائة، تولى الملك وهو ابن خمس سنين وخمسة أيام وكان كريما جوادا قيل: إنه مر على بيت فسمع امرأة تقول لزوجها: والله لا أضاجعك ولو جاء الخليفة الآمر بأحكام الله ومعه مائة دينار. فبعث إلى القصر وأحضر مائة دينار، وضرب الباب على الرجل ففتح له ودخل وقال: أنا الآمر بأحكام الله وهذه المائة دينار فنامى مع زوجك.

وبها أيضا الحافظ لدين الله أبو الميمون عبد المجيد بن محمد بن المستنصر بالله، ولى الخلافة ولم يكن أبوه خليفة سنة أربع وعشرين وخمسمائة، ومات سنة أربع وأربعين وخمسمائة.

وبها أيضا الظافر بالله إسماعيل بن الحافظ لدين الله، قتل أوائل سنة تسع وأربعين وخمسمائة.

وبها أيضا قبر الفائز بنصر الله عيسى بن الظافر، ولى الأمر وعمره خمس سنين، وأقام إلى أن توفى سنة خمس وخمسين وخمسمائة.

وبها أيضا العاضد لدين الله أبو محمد عبد الله بن أبى الحجاج يوسف بن الحافظ لدين