وفى الضوء اللامع للسخاوى (١)، أنه كان أولا يسمى كمالا بغير إضافة، وكان يكتبه كذلك بخطه فى كتبه، ثم تسمى محمدا وصار يكشط الأول وكأنه لتضمنه نوعا من التزكية. وتكسب بالخياطة فى القاهرة، ثم أقبل على العلم وبرع فى التفسير والحديث والفقه وأصوله والعربية والأدب وغيرها، وكتب على ابن ماجه شرحا فى نحو خمس مجلدات وسماه الديباج ومات قبل تحريره، وشرح المنهاج وسماه النجم الوهاج وطرزه بالتتمات والخاتمات والنكت البديعة، واختصر شرح الصفدى للامية العجم ومن غرائبه فيه قوله: كان بعضهم يقول إن المقامات وكليلة ودمنة رموز على الكيميا وذلك من شغفهم بها.
وكان أحد صوفية خانقاه سعيد السعداء وشاهد وقفها، وله حظ وافر من العبادة والصوم، وحدث بالقاهرة ومكة، وسمع منه الصلاح الأقفهسى فى جوف الكعبة، ودرس بالجامع الأزهر والقبة البيبرسية، ومدرسة ابن البقرى داخل باب النصر، وبجامع الظاهر بالحسينية.
وقال المقريزى فى عقوده: صحبته سنين، وحضرت مجلس وعظه مرارا لإعجابى به.
وذكره ابن حجر فى إنبائه وقال: مهر فى العلوم وشارك فى الفنون وجاور بالحرمين، وكان له حظ من التلاوة والصيام والقيام، واشتهر بالكرامات، ويقال إنه كان فى صباه أكولا نهما، ثم صار بحيث يطيق سرد الصيام، وعنده خشوع وبكاء عند ذكر الله سبحانه، ومما ينسب إليه: