للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ولد التاجر: فوقع فى نفسى من ذلك شئ، فلما رجعت إلى أمى ذكرت لها القضية.

فقالت: يا ولدى إن أباك كان شيخا كبيرا ذا مال وليس له ولد فخشيت أن يفوتنا ماله، فمكنت هذا الغلام من نفسى فحملت بك، ولولا أن هذا شئ ستعلمه غدا فى الدار الآخرة لما أعلمتك به فى الدنيا.

وأما قيافة الأثر: فالاستدلال بالأقدام والحوافر والخفاف، وقد اختص به قوم من العرب أرضهم ذات رمل، إذا هرب منهم هارب أو دخل عليهم سارق تتبعوا آثار قدمه حتى يظفروا به.

ومن العجب أنهم يعرفون قدم الشاب من الشيخ، والمرأة من الرجل، والبكر من الثيب، والغريب من المستوطن.

ثم قال: ولولا أن هناك لطيفة لا يتساوى الناس فيها، يعنى فى علمها، لما استأثر بذلك طائفة دون أخرى.

وقيل إن القيافة لبنى مدلج فى أحياء مصر. واختلف رجلان من القافة فى أمر بعير. وهما بين مكة ومنى، فقال أحدهما: هو جمل، وقال الآخر هى ناقة، وقصدا يتبعان الأثر حتى دخلا شعب بنى عامر، فإذا بعير واقف فقال أحدهما لصاحبه: أهو ذا؟ قال: نعم، فوجداه خنثى فأصابا جميعا انتهى.

وفى خطط المقريزى: أن محتسب القاهرة فى القرن الثامن كان من البرلس، وهو صلاح الدين عبد الله بن عبيد الله البرلسى، وهو الذى أحدث السلام على رسول الله ليلة الجمعة، عقب الأذان بعد سنة ستين وسبعمائة.

قال: فاستمر ذلك إلى أن كان فى شعبان سنة إحدى وتسعين وسبعمائة، فأمر