بالفؤس ويضعونه على أرض مرتفعة، ثم ينقلونه فى قوارب صغيرة وينشر فى الجهات، وقدر ما يتحصل منه فى السنة نحو خمسة آلاف أردب أو أكثر، والأردب عندهم ثلاثون كيلة بالكيلة المصرية التى هى نصف ويبة، وأجرة الأردب من قطع ووسق من قرشين إلى ثلاثة قروش.
ثم أنه يظهر أن أهالى بلاد البرلس أو بعضهم عرب قرشيون، كما يدل كلام المقريزى فى كتابه «البيان والإعراب عما بأرض مصر من الأعراب» فإنه قال: إن فرقة من بنى عدى بن كعب رهط أمير المؤمنين عمر بن الخطاب ﵁، نزلوا بالبرلس ومقدمهم خلف بن نصر بن منصور بن عبيد الله بن عبد الله بن عبيد الله بن عبد الله بن عمر بن الخطاب، وكانوا هم والكنانيون من ذوى الإثارة المذكورة فى نوبة دمياط.
وخلف هذا هو جد بنى فضل الله بن المحلى بن دعجاب بن خلف بن نصر الله، ولوا كتابة السر لملوك الترك بالقاهرة ودمشق نحو مائة سنة. انتهى.
وفى كتاب المستطرف (١): أن فى البرلس وقطية أقواما يعرفون قيافة الأثر. قال:
والقيافة على ضربين: قيافة البشر وقيافة الأثر، فأما قيافة البشر: فالاستدلال بصفات أعضاء الإنسان، وتختص بقوم من العرب يقال لهم بنو مدلج، يعرض على أحدهم مولود فى عشرين نفرا فيلحقه بأحدهم.
وحكى عن بعض أبناء التجار أنه كان فى بعض أسفاره راكبا على بعيره يقوده غلام أسود، فمر بهؤلاء القبيلة فنظر إليه واحد منهم وقال: ما أشبه الراكب بالقائد، قال
(١) المستطرف فى كل فن مستطرف، تأليف شهاب الدين محمد بن أحمد أبى الفتح الابشيهى المحلى. طبعة عيسى البابى الحلبى، القاهرة،١٩٥٢. ج ٢، ص ٩٣.