للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وكان يلقب بمصر بأبى حنيفة الصغير، وأخوه محمد كان يلقب بالشافعى الصغير، وكان المترجم مشهور بالخير والصلاح والبركة لمن قرأ عليه، معتكفا فى بيته، منعزلا عن جميع الناس، جامعا بين الشريعة والحقيقة معتقدا للصوفية، وجيها مهيبا، لا يتردد إلى أحد مجللا، كثير البكاء والخشية من الله تعالى، صاحب أحوال وكرامات.

ثم قال صاحب الخلاصة: وممن أخذ عنه فقيه الشام وبارعها إسماعيل ابن عبد الغنى النابلسى الدمشقى الحنفى صاحب الأحكام وغيره. قال المحبى: وقد لقيه والدى المرحوم فى منصرفه إلى القاهرة سنة سبع وخمسين وألف وذكره فى رحلته التى ألفها، فقال فى وصفه: قرة عين الإمام الأعظم وصاحبيه، من انتهت رياسة الحنفية بالقاهرة المعزية إليه «سراج المذهب وطرازه المذهب» قرأت عليه بحضور بعض أفاضل الطلاب من أوائل الهداية، وأجازنى بما له من رواية ودراية، وها هى إجازته بخطه مضبوطة عندى بضبطه. وذكره فى «عقد الجواهر والدرر» قال: وكان مشهورا بالصلاح والبركة والغالب عليه العزلة، لا يتردد إلى أحد، وكان مجللا عند الناس مقبول الكلمة معتقدا للصوفية والصلحاء، وله كرامات ومكاشفات، حكى أن السرى محمد ابن محمد الدرورى-وهو من أعيان العلماء-كان ينقصه وينكر عليه فبلغه ذلك، فقال لبعض أصحابه: قل له المشاهد بيننا. فلم يفهم السرى ذلك، فاتفق أنهما ماتا فى شهر واحد، وكانت جنازة السرى كجنازة آحاد الناس وجنازته حافلة لم يتخلف عنها أحد من الحكام والأمراء والعلماء، وأسف الناس لفقده.

وكانت وفاته فى سنة ست وستين وألف، وصلى عليه أخوه الشيخ الإمام الشمس محمد بالرميلة.