وفى زمن الفرنساوية كان هناك معبد آخر فى شمال المدينة على بعد ثلاثة أرباع فرسخ منها وألفين وخمسمائة متر من البحر، اختل أغلب مبانيه لحفر ما تحته بأمر إسماعيل بيك فى زمن مراد بيك زعما منه أن هناك كنزا، واستعمل فى ذلك الأهالى زمنا طويلا ولم ينتج منه إلا الاستدلال على سخافة عقله
وكان هذا المعبد مبنيا فوق تل صناعى ويظهر أنه كان يحج اليه فى أوقات معلومة ونقوشه كنقوش المعبد الكبير إلا أنها أقل منه اتقانا، وقد وصفه الفرنساوية وجعلوا بعده عن المدينة ثلاثة كيلو مترات.
وفى سنة ألف وثمانمائة وأربعين ميلادية أخذت أنقاضه ورمّ بها الرصيف القديم المار الذكر قالوا:
وكان أمام هذا المعبد آثار يظهر أنها بواقى عيون كانت لتوصيل ماء النيل إليه، وعلى شاطئ النيل الأيمن فى جهة الشرقى على بعد ربع فرسخ أثر معبد فوق تل مرتفع قد تخرب وفى محله كثير من الشقاف، وذلك المعبد لم تكمل نقوشه كما أن المعبد المذكور قبله كذلك، وبناء كل منهما بالحجارة وعلى قوانين العمائر المصرية، ولم نذكر تفاصيلها خوف الإطالة.
وعند المدينة دير وكنيسة منعزلان عنها على بعد ثلاثة أرباع فرسخ من الجهة القبلية وكنيستها مشهورة بمقتلة النصارى، لمقتلة حصلت هناك زمن القيصر ديولكيتان (١)، وديرها من أشهر الديورة عند النصارى ويحجون إليه بكثرة كان حجهم إليه فى الأزمان القديمة أكثر.
وبها مساجد عظيمة جامعة أقدمها الجامع الكبير العمرى، ومن أشهرها جامع الضوى نسبة إلى شيخ يسمى بهذا الاسم مدفون فيه وله مقام يزار وقبة ومولد سنوى يستمر ثمانية أيام، وعدة أهلها الآن ٧٠٠ نفس فهذه المدينة عامرة قبل الإسلام وبعده.