ويريا هذه المدينة من أعظم ما يرى من مبانى المصريين وفيها إيوان محمول سقفه على أربعة وعشرين عمودا محيط كل عمود ٤٠ ر ٥ متر وارتفاعه ٣٠ ر ١١ مترا من ضمن ذلك التاج، والأعمدة المذكورة مصطفة أربعة صفوف فوقها صحفات وأعتاب تمسكها وتحمل السقف المجعول من الحجر الذى طول الحجر منه يقرب من ثمانية أمتار وعرضه متران، والفتحات التى بين الأعمدة قدر قطر العمود مرة ونصفا، وفتحة الوسط ضعف ذلك ويتوصل من الإيوان إلى باب المعبد، وفى اليمين والشمال بابان غلب عليهما وعلى الباب الوسط التراب ولذا يعسر الدخول منها، وعمق الإيوان ٥ ر ١٦ مترا وعرضه ضعف هذا القدر، وهو محوط بحيطان عالية مرتفعة إلى السقف ويأتيه النور من فراغ أعمدة الواجهة.
وفى داخل المعبد باب آخر وبعض أود خلاف محل العبادة وأرض البلد الآن ارتفعت فوق ذلك المعبد والأترية والأنقاض وبعض البيوت فوق سقفه، وجميع حيطانه منقوشة من الداخل بالكتابة والرسومات الفلكية، التى هى عبارة عن البروج الاثنى عشر فى ترتيبها المعروف الآن، وقد قيس الإيوان المنقوش فوجد قريبا من خمسة آلاف متر مسطح، فلو فرض أن الصانع يعمل مترا كل عشرة أيام لكان اللازم خمسين ألف يوم لنقش الكل، ثم هو إلى الآن لم يصبه شئ من الخلل، وقد صار تخليصه من الأتريه فى زمن العزيز محمد على فوجد سالما من الخلل ووجدت نقوشه سالمة من المحو والزوال.
وقرأها بعض من يعرف الكتابة المصرية القديمة، فتبين أنها من زمن القياصرة وفيها أسماء جماعة منهم وهم كلود واسباسيان وتيتوس وأنطونان ومرقوريل وكومود وتراجان وأدريان ودوميتيان وسبتيم سوير وجيتا وقرقلا، وأن هذا الأخير أمر بمحو اسم أخيه جيتا بعد قتله من جميع المعابد المصرية، وقال بعضهم إن هذا المعبد يعزى إلى موريس فرعون مصر وبعضهم يعزوه إلى البطالسة اه.