وفى خطط الفرنساوية أنه كان بسنبو ثلاثة ديور، أحدها يعرف بدير جرجس، وآخر فى جنوبها الشرقى يعرف بدير تادرس المشرقى وهو متخرب، والثالث دير مارى مينا فى جهتها الشمالية، ولما هرب مراد بيك بعسكره إلى الصعيد بعد وقعة الأهرام مع الفرنساوية مر به فهدم أغلبه، وقتل كثيرا من أهل البلد.
ولم يذكر المقريزى بسنبو إلا ديرين فى خارجها، أحدهما فى بحريها على اسم السيدة مريم ليس به أحد، والآخر فى قبليها تلاشى أمره، وفى شرقى دير مينا تل عتيق عند قرية خارقة تسميه الأهالى كوم انبوها.
وبتلك البلدة مسجدان لكل منهما منارة، أحدهما داخل البلد يعرف بجامع الشيخ فولى وهو عامر مقام الشعائر، والآخر خارج البلد من جهتها البحرية وسط المزارع يسمى جامع القطب، تخرب الآن وبنى بعض أكابر هذه البلدة «جابر أغا» مكانه زاوية صغيرة، وهى مهجورة أيضا يتظلل تحتها المارون فى زمن الحر، و «جابر أغا» المذكور تقلد نظارة القسم فى زمن العزيز محمد على، ومن أكابرها «دياب عبكه» وقد تولى نظارة القسم أيضا.
ومبانى البلدة من اللبن والآجر وكثير من دورها طبقتان، وبها معاصر لزيت البزر وزيت السلجم، وبها فاخورة ومعمل فراخ وأبراج حمام، وبها من مبانى الميرى شونة وقصر قديم فى وسط البلد يعرف بالدار، وقد تجددت بها الآن مبان مشيدة ذات شبابيك، وملاقف لها شبه مبانى الأمصار، وبها قاض شرعى بختم من الميرى، وبها سويقة عامرة كل يوم يباع بها الخبز واللحم والخضروات والبقول، وبها دكاكين ووكائل قليلة وبها سوق عامر كل يوم أربعاء، وبها أسقف وقلاية، وتكسّب أهلها من الفلاحة والتجارة لاسيما فى الأغنام، فإن لهم مزيد اعتناء بالتجارة فيها وتسمينها، حتى صار ذلك مشهورا عند أهل مصر، لأنهم يشترون الأغنام ويعلفونها بالفول والتبن والماء البارد حتى تبلغ الحد الذى يريدونه من السمن ثم يقدمون بها مصر فيتبعونها بأغلى