التآليف العديدة، والتحريرات الفريدة، التى اشتهرت شرقا وغربا، وبعد صيتها فى الناس عجما وعربا، ولد بدمشق فى ذى القعدة سنة ١٠٩٩ هـ.
وفى ١٩ المحرم من سنة ١١٢٢ توجه من دمشق إلى زيارة بيت المقدس، فأخذ عنه الطريق جملة من أفاضلها، ونشر بها ألوية الأوراد والأذكار، وألف بها ورد السحر، المسمى بالفتح القدسى، والكشف الأنسى.
ولما قدم والى مصر الوزير رجب باشا من جهة دمشق لزيارة بيت المقدس زار صاحب الترجمة، وصار له فيه مزيد الاعتقاد، واستصحبه إلى مصر، فأقام بها مدة، وأخذ عنه بها خلق كثير، أجلهم سيدى محمد بن سالم الحفنى، ثم رجع إلى بيت المقدس، وجال فى بلاد الشام، وذهب إلى البلاد الرومية، ثم رجع إلى مصر، ثم ارتحل منها إلى بيت المقدس، ثم عاد إليها سنة ١١٦٠ هـ، فاستأجر له الأستاذ الحفنى دارا قرب الجامع الأزهر، عن أمر منه بذلك، فأقام بها مقبلا على الإرشاد، والناس يهرعون إليه مع الازدحام الكثير، حتى قل أن يتخلف عن تقبيل يده جليل أو حقير.
ولما بلغت تلامذته فى جميع الجهات نحو مائة ألف، أمر بعدم كتابة أسمائهم، وقال:
إن هذا شئ لا يدخل تحت حصر، وله مؤلفات عديدة، وأشعار فريدة، توفى رحمه الله تعالى ليلة الاثنين الثامن عشر من ربيع الثانى سنة ١١٦٢ هـ، ودفن فى تربة المجاورين، وقبره بها مشهور، يزار ويتبرك به، ورثاه جميع شعراء عصره رحمه الله تعالى ونفعنا به. (اه) من سلك الدرر صحيفة ١٩٠ من الجزء الرابع.
هذا ويوجد لهذا البيت الشريف أفراد من الفروع سوى من ذكرنا، تتجلى بهم فرائد القلائد، ويرتوى من مناهل مآثرهم الصادر والوارد، فلو أنا عمدنا إلى تعدادهم واحدا بعد واحد، لما احتمل سنى ذلك الأسفار، جموع كثيرة من الأسفار، فلهذا اقتصرنا على غيض من فيض، وطل من وابل، ومن شاء المزيد فعليه بالتواريخ، فإنها بهذه الأعيان أزهى من عقد فريد.