عبد الرحيم، محررها الثانى وأحد المدرسين بالأزهر، ثم لزم بيته إلى أن انتقل إلى الرفيق الأعلى وهو صائم فى ضحى يوم الاثنين السابع عشر من رمضان سنة ١٣٠٢ من الهجرة النبوية، على صاحبها أفضل الصلاة وأزكى التحية، وكان علىّ الهمة عفيف النفس شريفها، سخى اليدين طلق الوجه، يؤثر من قصد بيته على نفسه مع شدة اضطراره ﵀ رحمة واسعة.
ومنهم العلامة الأكمل والفهامة الأمثل، الشيخ أحمد ابن المرحوم الشيخ أحمد الرفاعى، قاضى مديرية جرجا الآن، وهو أول من تقلد بوظيفة القضاء من هذه العائلة، وأصل هذه العائلة من أشراف ساقية قلتة فى بحرى أخميم ونسبهم من جهة الأم ينتهى إلى سيدى أبى القاسم الطهطاوى عمت بركاته، وتوالت إمداداته، وبها مشايخ طرق وسجادات، وفيها كثير من الأقباط والإفرنج ولهم فيها كنائس ومكاتب، وأشهر تجارها وأكثرهم مالا وأملاكا، عائلة الخواجة (يسى رزق الله)، فإن لهم قصورا مشيدة تشبه قصور مصر فى دائرة البلد وداخلها، سيما فى محل الفوريقة، ووكائل ودكاكين وقهاو ومعاصر، ولهم جنات وبساتين شرقى البلد بكثرة، ولغيرهم أيضا بساتين كذلك، وفيها كثير من مقامات الأولياء التى تزار، وأكثرها فى جبانتها فى الجهة الجنوبية، وهى جبانة متسعة مسوّرة، وممن بها من الأولياء الشيخ (رفاعة) رئيس الألف، وأشهر الجميع سيدى أبو القاسم، مقامه فى وسط جامعه المتقدم ذكره، ومناقبه أشهر من أن تذكر، وقد ذكر نبذة منها الإمام محيى الدين يحيى الدمياطى فى كتابه الذى ذكر فيه مناقب الأولياء بالوجه القبلى، وله مولد يعمل كل سنة مع مولد النبى ﷺ، فيمكث اثنى عشر يوما يجتمع فيه ما يجتمع فى الموالد المشهورة، أحدثه سعادة (عبد اللطيف باشا).