وبهذا الشارع من المدارس القديمة المدرسة الغزنوية، بناها الأمير حسام الدين القايماز النجمى-مملوك نجم الدين أيوب-وهى الآن متخربة، وفى مقابلتها المدرسة اليازكوجية، أنشأها الأمير سيف الدين أيازكوج الأسدى مملوك أسد الدين شيركوه-أحد أمراء السلطان صلاح الدين يوسف-وجعلها وقفا على فقهاء الحنفية، وذلك فى سنة اثنتين وتسعين وخمسمائة وهى مقامة الشعائر إلى الآن، وبها خطبة وتعرف بزاوية جنبلاط.
وكان بهذه الخطة قيسارية خوند. قال المقريزى: عند ذكر صفة القاهرة على ما كانت عليه فى أيامه ما معناه: أن السالك من رأس سويقة أمير الجيوش يريد باب الفتوح يجد عن يساره قيسارية خوند تجاه الجمالون الكبير والمدرسة الصيرمية، وكانت من رأس مرجوش إلى حارة الوراقة. وموضعها الآن عمارة كبيرة من ضمنها قاعة متسعة لتشغيل الحصر، يعلوها مساكن وبظاهرها حوانيت على الشارع، والجمالون الكبير موضعه الآن الجهة المعروفة بالضببية، والمدرسة الصيرمية هى الزاوية الصغيرة التى برأس الضببية مما يلى مرجوش، أنشأها الأمير جمال الدين شيوخ ابن صيرم-أحد أمراء الملك الكامل-توفى سنة ست وثلاثين وستمائة، وبقيت عامرة إلى أن تخرّبت، وبنى فى بعض أرضها الزاوية الصغيرة الموجودة إلى الآن المعروفة بزاوية الضببية.
ويظهر من تحديد المقريزى أن الوكالة المعروفة بوكالة يوسف عبد الفتاح التى بجوار المدرسة من جهتها الغربية أصلها من حقوق المدرسة المذكورة، فإنه قال فى الكلام على صفة القاهرة: إن المارّ بشارع مرجوش يريد باب الفتوح عند مروره بالجمالون الكبير يجد عن يمينه المدرسة الصيرمية، وعن يساره قيسارية خوند بين سويقة أمير الجيوش والوراقة.
(انتهى).
وفى وقتنا هذا موضع شبابيك المدرسة هو سور الوكالة المذكورة، وهذا يدل على ما ذكرناه والله أعلم.
وبهذا الشارع أيضا عدّة من الوكائل الكبيرة: منها وكالة إبراهيم شديد معدّة للسكنى، ومنها وكالة الشعبى بأعلاها مساكن وبواجهتها البحرية دكاكين وتحت نظر السيد محمد الشعيبى، ومنها وكالة البئر معدة للسكنى؟؟؟ ونصفها تابع للأوقاف، ومنها وكالة الدمرداش