وهو من المبانى الضخمة الهائلة، أبتدئ العمل فيه من سنة ست وثمانين ومائتين وألف هجرية، وإلى سنة خمس وثلاثمائة وألف لم يكمل، وضاع فى بنائة عدة بيوت وحارات، وفى الأصل كان زاوية صغيرة فى داخل بناء متشعث يشتمل على محلات علوية وسفلية، واقعة بحارة حلوات من خط سوق السلاح تعرف بزاوية الرفاعى، وبالزاوية البيضاء، وكان بها عدة قبور: قبر سيدى على أبى شباك، وقبر سيدى يحيى الأنصارى، وقبر السيد مصطفى الغورى، وقبر الشيخ ابن المغربى، وقبر السيد حسين الشيخونى إمام جامع شيخون وشيخ سجادة الرفاعية سابقا، وقبر السيد عبد الله المرازيقى، وقبر السيد حسين الرفاعى والد السيد ياسين شيخ سجادة الرفاعية الآن، وكان يرد لزيارة سيدى على هذا خلق كثير من مصر وغيرها خصوصا المصابين بالأمراض العصبية المعروفة عند العامة بالرياح الطبيعية، فكانوا يقيمون بهذه الزاوية عدة أيام بلياليها بقصد سماع الأذكار، لأجل حصول الشفاء لهم من الأمراض المذكورة.
ثم فى سنة ست وثمانين ومائتين وألف هجرية بعد أن اشتريت الأماكن الواقعة بجوار زاوية الرفاعى من الجهات الأربع إلى حارة حلوات من الجهة الغربية، وإلى حارة المبلغ من الجهة البحرية، وإلى حارة اللبانة من الجهة الشرقية، إلى جامع جوهر اللالا والأماكن الواقعة بدرب المصنع وكوم الحكيم إلى شارع الحجر والأماكن الواقعة بجوار جامعى المحمودية وأمير ياخور، وجملة أماكن غربى السلطان حسن وقبليه، مثل حوش بردق المعروف بحوش الحدادين والحمام الذى كان هناك، كلفت الست المرحومة الأمير حسين باشا فهمى وكيل ديوان عموم الأوقاف سابقا بأن يعمل لها رسما يشتمل على مسجد لإقامة الشعائر الإسلامية وما يلزم ذلك من الملحقات، ومقام لسيدى على الرفاعى، ومدافن لها ولمن يموت من ذريتها فى بعض أرض الأماكن التى اشترتها، والبعض الباقى من الأرض يجعل أماكن للاستغلال للصرف من ريعها على المسجد المذكور وملحقاتة فامتثل الأمر وصرف جل أفكاره فى تنظيم/المسجد وملحقاتة، وبعد أن عمل الرسم وقدمه لسدتها ووافق غرضها أمرت المرحوم خليل أغا كبير الأغوات بسرايتها أن يباشر العمل ويرتب ما يلزم من العمال، ويستحضر جميع الأدوات والمهمات اللازمة فأخذ فى ذلك، ثم شرعوا فى الهدم ونقض الطوب والأحجار ونقل الأتربة المتحصلة ووضعها قبلى السلطان حسن وفى حوش بردق، ثم لسهولة جلب الحجر اللازم للبناء وقلة مصاريف نقله مدواسكة حديد من محل العمل إلى ورش الحجر بجهة البساتين، وهى ورش حادثة لم يستعمل حجرها إلا فى هذه السنين الأخيرة عند ما شرع فى تنظيم القاهرة، فكان حجرها يؤخذ إلى بناء مساند المماشى المتروكة بجانبى كل شارع، وقد اختير استعمال هذا الحجر على غيره بسبب كونه