ويقال: إن عين شمس بناها الوليد بن دومع من الملوك العماليق، وقيل:
بناها الريان بن الوليد وكانت سرير ملكه. والفرس تزعم أنها من بناء هوشيك.
ويقال: طول العمودين مائة ذراع وقيل: أربعة وثمانون ذراعا، وقيل: خمسون ذراعا. ويقال: إن بختنصر هو الذى خرب عين شمس لما دخل الى مصر.
وقال القضاعى: وعين شمس وهى هيكل الشمس بها العمودان اللذان لم ير أعجب منهما، ولا من شأنهما، طولهما فى السماء نحو من خمسين ذراعا وهما محولان على وجه الأرض وبينهما صورة إنسان على دابة وعلى رأسهما شبه صومعتين من نحاس فإذا جاء النيل قطر من رأسهما ماء تستبينه وتراه منهما واضحا ينبع حتى يجرى من أسافلهما فينبت فى أصلهما العوسج وغيره.
وإذا دخلت الشمس دقيقة من الجدى-وهو أقصر يوم فى السنة-انتهت إلى الجنوبى منهما فطلعت على قمة رأسه، ثم إذا دخلت دقيقة من السرطان- وهو أطول يوم فى السنة-انتهت إلى الشمالى منهما فطلعت على قمة رأسه، وهما منتهى الميلين وخط الاستواء فى الواسطة منهما، ثم خطرت بينهما ذاهبة وجائية سائر السنة. كذا يقول أهل العلم بذلك.
وقال ابن سعيد فى كتاب المغرب: وكانت عين شمس فى قديم الزمان عظيمة الطول والعرض متصلة البناء بمصر القديمة حيث مدينة الفسطاط الآن. ولما قدم عمرو بن العاص نازل عين شمس وكان جمع القوم حتى فتحها.
وقال جامع السيرة الطولونية: كان بعين شمس صنم بمقدار الرجل المعتدل الخلق من كذان، أبيض محكم الصنعة يتخيل من استعرضه أنه ناطق. فوصف لأحمد بن طولون فاشتاق إلى تأمله فنهاه ندوسة عنه وقال:
ما رآه والى قط إلا عزل. فركب إليه وكان هذا فى سنة ثمان وخمسين ومائتين، وتأمله ثم دعا بالقطاعين وأمرهم باجتثاثه من الأرض ولم يترك منه شيئا، ثم